كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

إني لأعرف حجرًا بمكة يسلم على قبل أن أبعث (1) (وفي رواية ليالى بعثت) (2) إنى لأعرف الآن (عن أبى صخر العقيلى) (3) حدثنى رجل من الأعراب قال جلبت جلوبة إلى المدينة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغت من بيعى قلت لألقين هذا الرجل فلا سمعن منه قال فتلقاني بين أبى بكر وعمر يمشون فتبعهم في أقفائهم (4) حتى أتوا على رجل من اليهود ناشرًا التوراة يقرؤها يعزى بها نفسها على ابن له في الموت (5) كأحسن الفتيان وأجمله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنشدك بالذي أنزل التوراة هل تجد في كتابك ذا صفتى ومخرجى (6) فقال برأسه هكذا أى لا (7) فقال ابنه أنى والذي أنزل التوراة أنا لنجد في كتابنا صفتك ومخرجك وأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فقال أقيموا اليهود عن أخيكم (8) ثم ولى كفنه وحنطه وصلى عليه (عن عطاء بن يسار) (9) قال لقيت عبدالله بن عمرو بن العاص فقلت أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة، فقال أجل، والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن (ياأيها النبي إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا) وحرزًا للاميين وأنت عبدى ورسولي سميتك
__________
الخ (غريبه) (1) قال النووى فيه معجزة له صلى الله عليه وسلم وفي هذا اثبات التمييز في بعض الجمادات وهو موافق لقوله تعاالى في الحجارة (وان منها لما يهبط من خشية الله) وقوله تعالى (وان من شيء الا يسبح بحمده) وفي هذه الآية خلاف مشهور، والصحيح انه يسبح حقيقة ويجعل الله تعالى فيه تمييزا بحسبه كما ذكرنا، ومنه الحجر الذي فر بثوب موسى عليه السلام، وكلام الذراع المسمومة، ومشى احدى الشجرتين الى الأخرى حين دعاهما النبي صلى الله عليه وسلم واشياء ذلك اخ (قلت) قيل المراد بهذا الحجر هو الحجر الاسود وقيل البارز (بزقاق) المرفق وعليه اهل مكة سلفا وخلفا (وقوله قبل أن ابعث) اى قبل الرسالة: وقيد به لأن الحجارة كلها كانت تسلم عليه بعد الرسالة كما في حديث عائشة لما استقبلنى جبريل بالرسالة جعلت لا امر بحجر ولا مدر ولا شجر الا وسلم على، قال العلماء فان قيل محصول الخبر افادة العلم بغرفانه حجرا كان يسلم عليه وهو وهم كانوا يعلمون سلام الحجر وغيره عليه فلم خصه؟ (قلنا) يحتمل انه حجر ذو شأن عظيم، ولهذا نكره تنكير تعظيم، ومن ثم قيل هو الحجر الأسود كما تقرر وبهذا المعنى يلتم مع خبر عائشة المتقدم والله أعلم (2) جاء في الرواية الأولى قبل أن أبعث وفي هذه الرواية ليالى بعثت فيستفاد منهما أن هذا الحجر كان يسلم عليه صلى اله عليه وسلم قيل البعثة وبعدها، وأما غيره من الحجارة وغيرها فكانت تسلم عليه بعد البعثة والله أعلم (تخريجه) (م مذ) (3) (سنده) حدثنا اسماعيل عن الجريرى عن أبى صخر العقيلى الخ (غريبه) (4) يعنى مشيت خلفهم (5) أى قارب الموت وكان شابا جميلا (6) يخاطب اليهودى والد الشاب (7) أنكر اليهودى نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وصفته في التوراة مع أن ذلك موجود فيها (8) أى ابعدوهم عن اخيكم في الدين لأنه ضار مسلما بنطقه بالشهادتين ثم مات الشاب وختم الله له بالايمان رضي الله عنه (تخريجه) اورده الحافظ ابن كثير في تاريخه وعزاه للامام احمد وقال هذا استاد جيد وله شواهد في الصحيح عن انس بن مالك (9) (سنده) حدثنا موسى بن داود ويونس بن محمد قالا حدثنا فليح بن سليمان عن هلال بن على عطاء بن يسار الخ

الصفحة 202