كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينا اعرابى فى بعض نواحى المدينة فى غنم له عدا عليه الذئب فأخذ شاة من غنمه (فذكر نحو الطريق الأولى، وفيه أن الذئب قال للأعرابى) رسول الله صلى الله عليه وسلم فى النخلتين بين الحرتين يحدث الناس عن نباء ما قد سبق وما يكون بعد ذلك قال فنعق الاعرابى بغنمه حتى الجأها الى بعض المدينة ثم مشى الى النبى صلى الله عليه وسلم حتى ضرب عليه بابه فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال أين الاعرابي صاحب الغنم؟ فقام الأعرابي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم حدث الناس بما سمعت وما رأيت الحديث (وعنه من طريق ثالث) قال بينا رجل من أسلم فى غنيمة له يهش عليها فى بيداء ذى الحليفة إذ عدا عليه ذئب فانتزع شاة من غنمه فجهجأه الرجل فرماه بالحجارة حتى استنقذ منه شاته، ثم أن الذئب أقبل حتى أقعى مستثفرا بذنبه مقابل الرجل: فذكره نحو حديث شعيب بن أبي حمزة (باب ما جاء فى إخبار الكهان بظهور بعثته صلى الله عليه وسلم) (عن جابر بن عبد الله) قال إن أول خبر قدم علينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أمرأة كانت لها تابع قال فأتاها فى صورة طير فوقع على جذع لهم، قال فقالت ألا تنزل فنخبرك وتخبرنا؟ قال إنه قد خرج رجل بمكة حرم علينا الزنا ومنع من الفرار
__________
الخدري حدثه النبى صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (1) بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء تثنية حرّة وهى أرض ذات حجارة سود حول المدينة يريد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ذات النخيل التى بين الحرتين (2) اى من الحوادث التى لا يعلمها الا الله الى أن تقوم الساعة: اعلمه الله بها معجزة له عليه الصلاة والسلام (قال فنعق الاعرابى بغنمه) بفتح العين المهملة يقال نعق الراعى ينعق من باب ضرب نعيقا صاح بغنمه وزجرها (3) اى بعض جهاتها (4) (سنده) حدّثنا ابو النضر ثنا عبد الحميد حدثنى شهر قال ثنا أبو سعيد الخدرى قال بينا رجل من أسلم الخ (5) بضم الهاء اى يسوقها بعصاه (6) فى هذه الرواية بيان اسم قبيلة الرجل واسم المكان الذى كانت ترعى به الغنم، واختلف فى اسم الرجل فقيل اهبان بن أوس وقيل سلمة بن الأكوع وانه صاحب هذه القصة وكانت سبب اسلامه، وقيل غير ذلك (7) اى زجره وصاح به (8) بالسين المهملة والمثناة الفوقية ثم المثلثة تليها ثم فاء مكسورة وآخره راء بوزن متسفعلا أى جعل ذنبه بين رجليه كما يفعل الكلب (9) يعنى الطريق الثانية (تخريجه) أورده القسطلانى فى المواهب اللدنية وقال فأما حديث أبى سعيد فرواه الامام احمد باسناد جيد، قال الزرقانى فى شرحه أى مقبول وكذا رواه الترمذى والحاكم وصححاه اهـ (قلت) وأورده أيضا الحافظ الهيثمي وقال رواه احمد والبزار بنحوه باختصار، ورجال أحد اسنادى احمد رجال الصحيح اهـ (قلت) يعنى الطريق الأولى (وفى الباب) عن أبى هريرة أيضا عند الامام احمد وغيره وسيأتى فى باب قرب مبعث النبى صلى الله عليه وسلم من الساعة من كتاب الفتن وعلامات الساعة (باب) (10) (سنده) حدّثنا ابراهيم بن أبى العباس ثنا أبو المليح ثنا عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله الخ (غريبه) (11) يعنى الجن (12) الظاهر من سياق الحديث ان هذا التابع كان يواقع المرأة، فلما علم ببعثة النبى صلى الله عليه وسلم آمن به ولذلك امتنع عن النزول اليها والله أعلم (وقوله ومنع من الفرار) يعنى يوم الزحف فى الجهاد (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه احمد والطبرانى فى الأوسط ورجاله وثقوا (وفى الباب) عن جبير بن مطعم قال

الصفحة 204