كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

(عن عمار مولى بني هاشم) قال سألت ابن عباس كم أتى لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات؟ قال ما كنت أرى مثلك فى قومه يخفى عليك ذلك، قال قلت انى سألت فاختلف على، فاحببت أن أعلم قولك فيه، قال اتحسب؟ قلت نعم، قال أمسك أربعين بعث لها، وخمس عشرة أقام بمكة يأمن ويخاف، وعشرا مهاجرا بالمدينة (عن العلاء بن زياد العدوى) أنه قال لأنس بن مالك يا أبا حمزة من أى الرجال كان نبى الله صلى الله عليه وسلم إذ بعث؟ قال ابن أربعين سنة، قال ثم كان ماذا؟ قال كان بمكة عشرة سنين، وبالمدينة عشر سنين، فتمت له ستون سنة ثم قبضه الله عز وجل اليه قال سن أى الرجال هو يومئذ؟ قال كأشبّ الرجال وأحسنه وأجمله وألحمه، قال يا أبا حمزة هل غزوت مع نبى الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم غزوت معه يوم حنين (عن جابر بن عبد الله) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جاورت بحراء شهرا فلما قضيت جواوى نزلت فاستبطنت بطن الوادى فنوديت فنظرت أمامى وخلفى وعن يمينى وعن شمالى فلم أر أحدًا، ثم نوديت فنظرت فلم أر أحدًا: ثم نوديت فرفعت رأسى فاذا هو على العرش فى الهواء
__________
النبي صلى الله عليه وسلم توفى وسنه خمس وستون سنة، وسيأتى الكلام على ذلك فى شرح حديث العلاء بن زياد الآتى (تخريجه) (ق، وغيرهما) (1) (سنده) حدّثنا عفان ثنا يزيد بن زريع حدثنا يونس عن عمار مولى بنى هاشم قال سألت ابن عباس الخ (تخريجه) (م) وهو يفيد ان النبى صلى الله عليه وسلم توفى وعمره خمس وستون سنة كالذى قبله (2) (سنده) حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا أبى نافع ابو غالب الباهلى شهد انس بن مالك فقال العلاء بن زياد العدوى يا أبا حمزة سن أى الرجال كان الخ (غريبه) (3) هذا بفيد ان النبى صلى الله عليه وسلم بعث لأربعين سنة وأقام بمكة عشرا وبالمدينة عشرا وتوفى وعمره ستون سنة: ورواية عمار بن أبى عمار عن ابن عباس تفيد انه صلى الله عليه وسلم أقام بمكة خمس عشرة سنة وتوفى وعمره خمس وستون سنة، ورواية عكرمة عن ابن عباس تفيد انه انزل على النبى صلى الله عليه وسلم وهو ابن اربعين فأقام بمكة ثلاث عشرة سنة، وبالمدينة عشرا، وتوفى وهو ابن ثلاث وستين سنة، وهذه الروايات جاء مثلها عند الشيخين والترمذي: وقد جمع الامام النووى رحمه الله بين هذه الروايات المختلفة جمعا حسنا فقال: ذكر مسلم فى الباب ثلاث روايات (احداها) انه توفى وهو ابن ستين سنة (والثانية) خمس وستون (والثالثة) ثلاث وستون وهى أصحها وأشهرها رواها مسلم هنا من رواية عائشة وانس وابن عباس رضي الله عنهم، واتفق العلماء على أن أصحها ثلاث وستون وتأولوا الباقى، وعليه فرواية ستين اقتصر فيها على العقود وترك الكسر، ورواية الخمس متأولة أيضا وحصل فيها اشتباه، وقد أنكر عروة على ابن عباس قوله (خمس وستون) ونسبه الى الغلط وانه لم يدرك أول النبوة ولا كثرت صحبته بخلاف الباقين، واتفقوا انه صلى الله عليه وسلم أقام بالمدينة بعد الهجرة عشر سنين، وبمكة قبل النبوة أربعين سنة، وانما الخلاف فى قدر اقامته بمكة بعد النبوة وقبل الهجرة، والصحيح أنها ثلاث عشرة فيكون عمره ثلاثا وستين، وهذا الذى ذكرناه انه بعث على رأس أربعين سنة هو الصواب المشهور الذى اطبق عليه العلما، وحكى القاضى عياض عن ابن عباس وسعيد بن المسيب رواية شاذة انه صلى الله عليه وسلم بعث على رأس ثلاث وأربعين سنة، والصواب أربعون كما سبق والله أعلم (تخريجه) (ق مذ نس) (4) (عن جابر بن عبد الله الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب أول ما نزل من القرآن

الصفحة 210