كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)
قالت فقال الزبير بن العوام انا، قالت وكان من أحدث القوم سنا قالت فنفخوا له قربة فجعلها فى صدره ثم سبح عليها حتى خرج إلى ناحية النيل التى بها ملتقى القوم، ثم انطلق حتى حضرهم، قالت ودعونا الله للنجاشى بالظهور على عدوه والتمكين له فى بلاده، واستوسق عليه أمر الحبشة فكنا عنده فى خير منزل حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة
__________
(1) أي اجتمعوا على طاعته واستقر الملك فيه (نه) (تخريجه) الحديث صحيح ورواه ابن هشام فى سيرته بطوله عن ابن اسحاق، واورده الهيثمى وقال رواه احمد ورجاله رجال الصحيح غير ابن اسحاق وقد صرح بالسماع (باب حديث عائشة رضي الله عنها فى تاريخ حياة النجاشى ونشأته وعدله رضي الله عنه) قال ابن اسحاق بعد رواية حديث أم سلمة بطوله (قال الزهرى) فحدثت عروة بن الزبير حديث ابى بكر ابن عبد الرحمن عن أم سلمة زوج النبى صلى الله عليه وسلم فقال هل تدرى ما قوله ما أخذ الله منى الرشوة حين رد علىّ ملكى فآخذ الرشوة فيه، وما أطاع الناس فيّ فاطيع الناس فيه؟ قال قلت لا، قال فان عائشة أم المؤمنين حدثتنى أن أباه كان ملك قومه ولم يكن له ولد إلا النجاشى، وكان النجاشى، عم: له من صلبه اثنا عشر رجلا، وكانوا أهل بيت مملكة الحبشة، فقالت الحبشة بينها لو انا قتلنا أبا النجاشى وملكنا أخاه فانه لا ولد له غير هذا الغلام، وإن لأخيه من صلبه اثنى عشر رجلا فتوارثوا ملكه من بعده بقيت الحبشة بعده دهرًا فعدوا على أبى النجاشى فقتلوه وملكوا أخاه فمكثوا على ذلك حينًا ونشأ النجاشى مع عمه وكان لبيبا حازما من الرجال، فغلب على أمر عمه ونزل منه بكل منزلة، فلما رأت الحبشة مكانه قالت بينها والله لقد غلب هذا الفتى على امر عمه وانا انتخوف أن يملكه علينا، وان ملكه علينا ليقتلنا اجمعين، لقد عرف انا نحن قتلنا أباه، فمشوا إلى عمه فقالوا إما أن تقتل هذا الفتى وإما ان نخرجه من بين أظهرنا فانا قد خفناه على انفسنا، قال ويلكم قتلت أباه بالأمس وأقتله اليوم، بل أخرجه من بلادكم، قالت فخرجوا به الى السوق فباعوه من رجل من التجار بستمائة درهم فقذفه فى سفينة فانطلق به حتى اذا كان العشى من ذلك اليوم هاجب سحابة من سحاب الخريف فخرج عمه يستمطر تحتها فأصابته صاعقه فقتلته، قالت ففزعت الحبشة الى ولده فاذا هو محمق ليس فى ولده خير؛ فمرج على الحبشة أمرهم، فلما ضاق عليهم ما هم فيه من ذلك قال بعضهم لبعض تعلموا والله ان ملككم الذى لا يقيم امركم غيره للذى بعتم غدوة، فان كان لكم بأمر الحبشة حاجة فأدركوه، قالت فخرجوا فى طلبه وطلب الرجل الذى باعوه منه حتى ادركوه فأخذوه منه ثم جاءوا به فعقدوا عليه التاج واقعدوه على سرير الملك فملكوه، فجاءهم التاجر الذى كانوا باعوه منه فقال إما ان تعطونى مالى وإما ان اكلمه فى ذلك، قالوا لا نعطيك شيئا، قال اذًا والله اكلمه، قالوا فدونك واياه، قالت فجاءه فجلس بين يديه فقال ايها الملك ابتعت غلاما من قوم بالسوق بستمائة درهم فأسلموا الى غلامى واخذوا دراهمى حتى اذا سرت بغلامى ادركونى فأخذوا غلامى ومنعونى دراهمى، قالت فقال لهم النجاشى لتعطنَّه دراهمه او ليضعنَّ غلامه يده فى يده فليذهبنّ به حيث شاء، قالوا بل نعطيه دراهمه، قالت فلذلك يقول ما أخذ الله منى رشوة حين رد علىّ ملكى فآخذ الرشوة فيه، وما اطاع الناس فيّ فاطيع الناس فيه، قالت وكان ذلك اول ما خبر من صلابته فى دينه وعدله فى حكمه (قال ابن اسحاق) وحدثنى يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت لما مات النجاشى كان يتحدث انه لا يزال يرى على قبره نور، (قال ابن إسحاق) وحدثني