كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

(باب ما جاء في إسلام عم بن الخطاب رضي الله عنه وسببه) (عن ابن عمر) رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال الله مأعز الاسلام بأحب هذين الرجلين اليك بأبى جهل أو بعمر بن الخطاب: فكان أحبهما الى الله عز وجل عمر بن الخطاب
__________
جعفر بن محمد عن أبيه قال اجتمعت الحبشة فقالوا للنجاشى انك قد فارقت ديننا وخرجوا عليه، قال فأرسل الى جعفر وأصحابه فهيأ لهم سفنا وقال اركبوا فيها وكونوا كما أنتم، فان هزمت فامضوا حتى تلحقوا بحيث شئتم، وان ظفرت فاثبتوا، ثم عمد الى كتاب فكتب فيه هو يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله، ويشهد أن عيسى بن مريم عبده ورسوله وروحه وكلمته القاها الى مريم، ثم جعله فى قبائه عند المنكب الأيمن وخرج الى الحبشة وصفوا له، فقال يا معشر الحبشة الست أحق الناس بكم؟ قالوا بلى قال فكيف رأيتم سيرتى فيكم؟ قالوا خير سيرة، قال فما لكم؟ قالوا فارقت ديننا وزعمت أن عيسى عبد، قال فما تقولون أنتم فى عيسى؟ قالوا نقول هو ابن الله، فقال النجاشى ووضع يده على صدره على قبائه هو يشهد أن عيسى بن مريم لم يزد على هذا شيئا، وإنما يعنى ما كتب: فرضوا وانصرفوا، فبلغ ذلك النبى صلى الله عليه وسلم فلما مات النجاشى صلى عليه واستغفر له رضي الله عنه وأرضاه اهـ (قلت) وثبت فى الصحيحين وعند الامام احمد وغيرهم من حديث أبى هريرة ان النبى صلى الله عليه وسلم نعى النجاشى فى اليوم الذى مات فيه وخرج بهم الى المصلى فصف بهم وكبر أربع تكبيرات، وتقدم ذلك فى باب صلاة الجنازة على الغائب من كتاب الجنائز فى الجزء الرابع صحيفه 318 رقم 169 (قال الحافظ ابن كثير) فى تاريخه وشهود أبى هريرة رضي الله عنه الصلاة على النجاشى دليل على أنه انما مات بعد فتح خيبر التى قدم بقية المهاجرين الى الحبشة مع جعفر بن أبى طالب رضي الله عنه يوم فتح خيبر، ولهذا روى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال والله ما أدرى بأيهما أنا أسر بفتح خيبر أم بقدوم جعفر بن أبى طالب، وقدموا معهم بهدايا وتحف من عند النجاشى رضي الله عنه الى النبى صلى الله عليه وسلم وصحبتهم أهل السفينة اليمنية أصحاب ابى موسى الأشعرى وقومه من الأشعريين رضي الله عنهم. ومع جعفر وهدايا النجاشى ابن اخى النجاشى ذو مخمر ارسله ليخدم النبى صلى الله عليه وسلم عوضا عن عمه رضي الله عنهما وارضاهما (وروى البيهقى) بسنده عن ابى امامة قال قدم وفد النجاشى على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام يخدمهم، فقال اصحابه نحن نكفيك يا رسول الله، فقال انهم كانوا لاصحابى مكرمين وانى احب ان اكافئهم؛ (ونقل الحافظ ابن كثير) فى تاريخه عن السهيلى انه قال توفى النجاشى فى رجب سنة تسع من الهجرة قال وفى هذا نظر والله أعلم (باب) (1) (سنده) حدّثنا ابو عامر حدثنا خارجة بن عبد الله الانصارى عن نافع عن ابن عمر الخ (تخريجه) (مذ) وقال حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر، ورواه ابن سعد فى الطبقات، ونقله الحافظ فى الفتح وذكر انه صححه ابن حبان ايضا، وروى الحاكم فى المستدرك من طريق شبابة بن سوّار عن المبارك بن فضالة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا بلفظ (اللهم ايد الدين بعمر ابن الخطاب) ثم رواه من طريق سعيد بن سليمان عن المبارك بن فضالة بهذا الاسناد ولكن جعله عن ابن عمر عن ابن عباس، وقال حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه (قلت) واقره الذهبى (قال ابن اسحاق) وكان اسلام عمر بعد خروج من خرج من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الحبشة، حدثني عبد الرحمن

الصفحة 230