كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

.
__________
ابن الحارث بن عبد الله بن عياش بن اى ربيعه عن عبد العزيز بن عبد الله بن عامر بن ربيعه عن امه ام عبد الله بنت ابى حثمة قالت والله انا لنرتحل الى ارض الحبشة وقد ذهب عامر فى بعض حاجتنا اذا اقبل عمر فوقف علىّ وهو على شركه، فقالت وكنا نلقى منه أذى وشدة علينا، قالت فقال انه الانطلاق يا أم عبد الله؟ قلت نعم والله لنخرجن فى أرض من أرض الله اذ آذيتمونا وقهرتمونا حتى يجعل الله لنا مخرجا، قالت فقال صحبكم الله، ورأيت له رقة لم أكن أراها، ثم انصرف وقد احزنه فيما أرى خروجنا، قالت فجاء عامر بحاجتنا تلك فقلت له يا أبا عبد الله لو رأيت عمر آنفا ورقته وحزنه علينا. قال أطمعت فى اسلامه؟ قالت نعم، قال لا يسلم الذى رأيت حتى يسلم حمار الخطاب، قالت يأسا منه لما كان يرى من غلظته وقسوته على الاسلام (قال الحافظ ابن كثير فى تاريخه) قلت هذا يرد قول من زعم انه كان (تمام الأربعين من المسلمين) فان المهاجرين الى الحبشة كانوا فوق الثمانين، اللهم الا ان يقال انه كان تمام الأربعين بعد خروج المهاجرين، ويؤيد هذا ما ذكره ابن اسحاق ها هنا فى سنة اسلام عمر وحده رضي الله عنه وسياقها، فانه قال وكان اسلام عمر فيما بلغنى ان أخته فاطمة بنت الخطاب وكانت عند سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل كانت قد أسلمت وأسلم زوجها سعيد بن زيد وهم مستخفون باسلامهم من عمر، وكان نعيم بن عبد الله النحام رجل من بنى عدى قد أسلم أيضا مستخفيا باسلامه من قومه، وكان خبّاب بن الأرت يختلف الى فاطمة بنت الخطاب يقرئها القرآن، فخرج عمر يوما متوشحا سيفه يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورهطا من أصحابه فذكروا له انهم قد اجتمعوا فى بيت عند الصفا وهم قربب من أربعين من بين رجال ونساء، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه حمزة وابو بكر بن أبى قحافة الصديق وعلى بن ابى طالب رضي الله عنهم فى رجال من السلمين ممن كان اقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ولم يخرج فيمن خرج الى أرض الحبشة، فلقيه تميم بن عبد الله فقال اين تريد يا عمر؟ قال أريد محمدا هذا الصابئ الذى فرق أمر قريش وسفه أحلامها وعاب دينها وسب آلهتها فأقتله) فقال له نعيم والله لقد غرّتك نفسك يا عمر، أترى بنى عبد مناف تاركيك تمشى على الارض وقد قتلت محمدا، افلا ترجع الى اهل بيتك فتقيم أمرهم؟ قال واي اهل بيتى؟ قال ختنك وابن عمك سعيد بن زيد واختك فاطمة فقد والله أسلما وتابعا محمدا صلى الله عليه وسلم على دينه فعليك، بهما، فرجع عمر عائدا الى اخته فاطمة وعندها خبّاب بن الأرت معه صحيفه فيها طه يقرئها اياها، فلما سمعوا حس عمر تغيب خباب فى مخدع لهم او فى بعض البيت، واخذت فاطمة بنت الخطاب الصحيفة فجعلتها تحت فخذها، وقد سمع عمر حين اتى الى الباب قراءة خباب عليها، فلما دخل قال ما هذه الهيثمة التى سمعت؟ قالا له ما سمعت شيئا، قال بلى تالله لقد أخبرت انكما تابعتما محمدا على دينه وبطش بختنه سعيد بن زيد، فقامت اليه اخته فاطمة بنت الخطاب لتكفه عن زوجها فضربها فشجها، فلما فعل ذلك قالت له اخته وختنه نعم قد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله فاصنع ما بدالك، فلما رأى عمر ما بأخته من الدم ندم على ما صنع وارعوى، وقال لأخته اعطينى هذه الصحيفة التى كنتم تقرءون آنفا انظر ما هذا الذى جاء به محمد: وكان عمر كاتبا. فلما قال ذلك قالت له اخته انا نخشاك عليها، قال لا تخافى وحلف لها بآلهته ليردنها اذا قرأها اليها، فلما قال ذلك طمعت فى اسلامه فقالت له يا أخى انك نجس على شركك وانه لا يمسها إلا الطاهر، فقام عمر فاغتسل فأعطته الصحيفة وفيها طه فقرأها فلما قرأ منها صدرا، قال ما أحسن هذا الكلام واكرمه، فلما سمع ذلك خباب خرج اليه فقال له يا عمر والله انى لأرجو ان يكون الله قد خصك بدعوة نبيه فانى سمعته وهو يقول اللهم ايد الاسلام بأبي الحكم بن هشام

الصفحة 231