كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

(عن شريح بن عبيد) قال قال عمر بن الخطاب رضي الله تبارك وتعالى عنه خرجت اتعرض رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم صلى الله عليه وسلم قبل أن أسلم فوجدته قد سبقنى إلى المسجد فقمت خلفه فاستفتح سورة الحاقة فجعلت أعجب من تأليف القرآن قال فقلت هذا والله شاعر كما قال قريش، قال فقرأ {انه لقول رسول كريم، وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون} قال قلت كاهن، قال {ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون، تنزيل من رب العالمين، ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين، فما منكم من أحد عنه حاجزين} الخ السورة
__________
أو بعمر بن الخطاب فالله الله يا عمر، فقال له عند ذلك عمر فدلنى يا خباب على محمد حتى آتيه فأسلم، فقال له خباب هو فى بيت عند الصفا مغه فيه نفر من اصحابه، فأخذ عمر سيفه فتوشحه ثم عمد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه فضرب عليهم الباب، فلما سمعوا صوته قام رجل من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر من خلل الباب فرآه متوشحا السيف فرجع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فزع فقال يارسول الله هذا عمر بن الخطاب متوشحا السيف، فقال حمزة بن عبد المطلب فأذن له فان كان جاء يريد خيرا بذلناه له، وان كان يريد شرا قتلناه بسيفه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائذن له فأذن له الرجل ونهض اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لقيه بالحجرة فأخذ بحجزته أو بمجمع ردائه ثم جبذه جبذة شديدة وقال ما جاء بك يا ابن الخطاب، فوالله ما أرى ان تنتهى حتى ينزل الله بك قارعة، فقال عمر يا رسول الله جئتك لأومن بالله وبرسوله وبما جاء من عند الله، قال فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم تكبيرة عرف أهل البيت من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان عمر قد أسلم، فتفرق اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكانهم وقد عزوا فى انفسهم حين أسلم عمر مع اسلام حمزة، وعرفوا أنهما سيمنعان رسول الله صلى الله عليه وسلم وينتصفون بهما من عدوهم، فهذا حديث الرواة من أهل المدينة عن اسلام عمر بن الخطاب حين أسلم (1) (سنده) ِحدّثنا ابو المغيرة حدثنا صفوان حدثنا شريح بن عبيد الخ (تخريجه) اورده الهيثمى وقال رواه الطبرانى فى الأوسط ورجاله ثقات إلا ان شريح بن عبيد لم يدرك عمر اهـ (قلت) غفل الحافظ الهيثمى عن عزوه للامام احمد والكمال لله وحده (وعن ابن عمر) رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب صدر عمر بيده حين أسلم ثلاث مرات وهو يقول اللهم أخرج ما فى صدر عمر من غل وأيد له ايمانا، يقول ذلك ثلاث مرات: أورده الهيثمى ايضا وقال رواه الطبرانى فى الأوسط ورجاله ثقات اهـ (قلت) قال الحافظ ابن كثير فى تاريخه قال ابن اسحاق ولما قدم عمرو بن العاص وعبد الله بن أبى ربيعة على قريش ولم يدركوا ما طلبوا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وردهم النجاشى بما يكرهون واسلم عمر بن الخطاب وكان رجلا ذا شكيمة لا يرام ما وراء ظهره امتنع به اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبحمزة حتى غاظوا قريشا، فكان عبد الله بن مسعود يقول ما كنا نقدر على ان نصلى عند الكعبة حتى اسلم عمر، فلما اسلم عمر قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة وصلينا معه، قال وثبت فى صحيح البخارى عن ابن مسعود انه قال ما زلنا اعزة منذ أسلم عمر بن الخطاب، وقال زياد البكائى حدثنى مسعر بن كدام عن سعد بن ابراهيم قال قال ابن مسعود ان اسلام عمر كان فتحا وان هجرته كانت نصرا، وان امارته كانت رحمة، ولقد كنا وما نصلى عند الكعبة حتى أسلم عمر فلما اسلم عمر قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة وصلينا معه اهـ

الصفحة 232