كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

قال فوقع الإسلام فى قلبى كل موقع (باب ما جاء فى تحالف كنانة وقريش على بنى هاشم وبنى عبد المطلب أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم وحصرهم اياهم فى شعب أبى طالب) (عن أسامة ابن زيد) قال قلت يا رسول الله أين تنزل غدا فى حجته قال وهل ترك لنا عقيل منزلا ثم قال نحن نازلون غدا إن شاء الله بخيف بنى كنانة يعنى المحصب حيث قاسمت قريش الى الكفر، وذلك أن بنى كنانة حالفت قريشا على بنى هاشم ان لا يناكحوهم ولا يبايعوهم ولا يؤووهم ثم قال عند ذلك لا يرث الكافر المسلم ولا المسلم الكافر قال الزهرى والخيف الوادي
__________
(باب) (1) (سنده) حدّثنا عبد الرازق انا معمر عن الزهرى عن على بن حسين عن عمرو ابن عثمان عن اسامة بن زيد الخ (غريبه) (2) يعنى حجة الوداع (3) المراد بالمنزل هنا الدار، زاد البخارى وكان عقيل ورث أبا طالب هو وطالب، ولم يرثه جعفر ولا على شيئا لأنهما كانا مسلمين وكان عقيل وطالب كافرين، والظاهر ان هذه الزيادة مدرجة فى الحديث من الراوى ولعله اسامة بن زيد (قال الحافظ) قوله وكان عقيل وطالب الخ محصل هذا ان النبى صلى الله عليه وسلم لما هاجر استولى عقيل وطالب على الدار كلها باعتبار ما ورثاه من ابيهما لكونهما كانا لم يسلما، وباعتبار ترك النبى صلى الله عليه وسلم حقه منها بالهجرة وفقد طالب ببدر، فباع عقيل الدار كلها اهـ (قلت) واخرجه هذا الحديث ايضا الفاكهى وقال فى آخره ويقال ان الدار التى أشار اليها كانت دار هاشم بن عبد مناف ثم صارت لعبد المطلب ابنه فقسمها بين ولده حين عمّر، فمن ثم صار للنبى صلى الله عليه وسلم حق أبيه عبد الله، وفيها ولد النبى صلى الله عليه وسلم (4) المراد بالنزول هنا النزول بعد رمى الجمار فى اليوم الثالث من أيام التشريق اثناء رجوعه الى مكة (وقوله بخيف بنى كنانة) الخيف بفتح الخاء وسكون التحتية وآخره فاء وهو ما انحدر من الجبل وارتفع عن المسيل، وقد فسره الزهرى فى آخر الحديث بالوادى (5) تفسير للخيف يريد أن خيف بنى كنانة هو المحصب والمحصب بمهملتين وموحدة على وزن محمد هو اسم لمكان مثسع بين جبلين وهو الى منى أقرب من مكة سمى بذلك لكثرة ما به من جر السيول، ويسمى بالأبطح والبطحاء أيضا (6) زاد فى رواية من حديث أبى هريرة حتى يسلموا اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه الجملة من قوله (وذلك ان بنى كنانة) الى هنا من قول الزهرى ادرج فى الحديث كما قال الحافظ وسيأتى سبب ذلك بعد التخريج (7) تقدم الكلام على قوله صلى الله عليه وسلم لا يرث الكافر المسلم الخ فى باب موانع الارث من كتاب الفرائض فى الجزء السادس عشر (تخريجه) (ق فع هق والاربعة) وغيرهم (أما سبب قسم قريش وتحالفهم على بنى هاشم) فقد جاء فى المواهب اللدنية وغيرها من كتب السيرة النبوية ان قريشا لما رأت عزة النبى صلى الله عليه وسلم بمن معه واسلام عمر: وعزة اصحابه بالحبشة وفشو الاسلامفى القبائل اجمعوا على ان يقتلوا النبى صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك أبا طالب فجمع بنى هاشم وبنى المطلب فأدخلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم شعبهم ومنعوه ممن اراد قتله واجابه لذلك حتى كفارهم فعلوا ذلك حمية، فلما رأت قريش ذلك اجتمعوا وائتمروا ان يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه على بنى هاشم وبنى المطلب ان لا ينكحوا اليهم ولا ينكحوهم ولا يبيعوا منهم شيئا ولايبتاعوا منهم ولا يقبلوا منهم صلحًا أبدا حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتل وكتبوه فى صحيفة بخط بغيض بن عامر فشلت يده وعلقت الصحيفة فى جوف الكعبة هلال المحرم سنه سبع من النبوة فانحاز بنو هاشم وبنو المطلب

الصفحة 233