كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)
كان يرسل بها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دار الى نسائه وأنا يومئذ بنت تسع سنين
(باب ما ورد فى فضل أم المؤمنين خديجة بنت خويلد)
رضي الله عنها وهى أول نفس آمنت بالنبى صلى الله عليه وسلم وصدقته (عن أبى زرعة) قال سمعت أبا هريرة يقول اتى جبريل النبى صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هذه خديجة قد أتتك باناء معها فيه ادام أو طعام أو شراب فاذا أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومنى وبشرها ببيت فى الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب (عن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت ان ابشر خديجة ببيت من قصب لا صخب ولا نصب (عن اسماعيل) (يعنى ابن أبى خالد) قال قلت لعبد الله بن أبى أوفى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
__________
(1) تقدم أنه لا خلاف بين العلماء فى أن النبى صلى الله عليه وسلم بنى بعائشة وهى بنت تسع سنين وكان بناؤه بها فى السنة الثانية من الهجرة، قال الحافظ ابن كثير فى تاريخه وهذا (يشير الى حديث الباب) ان عقده على عائشه كان متقدما على تزويجه بسودة بنت زمعه، ولكن دخوله على سودة كان بمكة وأنا دخوله على عائشة فتأخر الى المدينة فى السنة الثانية، ولذلك قالت عائشة وهى أول امرأة (تعنى سودة) تزوجها بعدى (تخريجه) أورده الهيثمى وقال فى الصحيح طرف منه رواه احمد، بعضه فيه الاتصال عن عائشة وأكثره مرسل، وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وثقة غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح (باب) (2) (سنده) حدّثنا محمد بن فضيل عن عمارة عن أبى زرعة قال سمعت أبا هريرة الخ (غريبه) (3) وهذه لعمر الله خاصة لم تكن لسواها زاد الطبرانى فى روايته فقالت هو السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام، زاد النسائى من حديث أنس وعليك يا رسول الله السلام ورحمة الله وبركاته، فجعلت مكان رد السلام على الله الثناء عليه تعالى ثم غايرت بين ما يليق بالله وما يليق بغيره، وهذا يدل على وفور فقهها كما لا يخفى (4) أى لؤلؤة مجوفة كما فى الكبير للطبرانى، وفى الأوسط من القصب المنظوم بالدر واللؤلؤ والياقوت الأحمر، وقال ابن التين المراد به لؤلؤة مجوفة واسعة كالقصر المنيف (لا صخب) بالصاد المهملة والخاء المعجمة والموحدة المفتوحات أى لا صياح فيه (ولا نصب) أى تعب نفى عنه ما فى بيوت الدنيا من آفة جلبة الأصوات وتعب تهيئتها واصلاحها: وقد أبدى السهيلى لنفى هاتين الصفتين حكمة لطيفة فقال: لأنه صلى الله عليه وسلم لما دعا الى الايمان أجابت خديجة رضي الله عنها طوعا فلم تحوجه الى رفع الصوت من غير منازعة ولا تعب، بل أزالت عنه كل تعب وآنسته من كل وحشة وهوّنت عليه كل عسير فناسب أن يكون منزلها الذى بشرها به ربها بالصفة المقابلة لفعلها وصورة حالها رضي الله عنها وأرضاها، ومن هواصها رضي الله عنها أنها لم تسؤه قط ولم تغاضبه (تخريجه) (ق طب طس) وغيرهم (5) (سنده) حدّثنا يعقوب حدثنى أبى عن ابن اسحاق قال فحدثنى هشام بن عروة بن الزبير عن ابيه عروة عبد الله بن جعفر الخ (غريبه) (6) اى امره الله عز وجل على لسان جبريل عليه السلام (تخريجه) اورده الهيثمى وقال رواه (حم عل طب) ورجال احمد رجال الصحيح غير محمد ابن اسحاق وقد صرح بالسماع (قلت) ورواه ايضا الحاكم وصححه واقره الذهبى (7) (سنده) حدّثنا