كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

في مشرق ثقيف وهو قائم على قوس أو عصا حين أتاهم يبتغى عندهم النصر، قال فسمعته يقرأ أو السماء والطارق حتى ختمها، قال فوعيتها فى الجاهلية وأنا مشرك ثم قرأتها فى الاسلام، قال فدعتنى ثقيف فقالوا ماذا سمعت من هذا الرجل؟ فقرأتها عليهم، فقال من معهم من قريش نحن أعلم بصاحبنا، لو كنا نعلم ما يقول حقا لتبعناه (عند جندب البجلى) قال أصاب أصبع النبى صلى الله عليه وسلم بشئ وقال جعفر (احد الرواة) حجر فدميت فقال (هل أنت الا اصبع دميت. وفي سبيل الله ما لقيت)
__________
قال عبد الله (يعنى ابن الامام احمد) وسمعته أنا من عبد الله بن محمد بن أبى شيبة ثنا مروان بن معاوية الفزارى عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفى عن عبد الرحمن بن خالد العدوانى الخ (غريبه) (1) أى فى الجانب الشرقى منها وثقيف بوزن رغيف، قال فى القاموس أبو قبيلة من هوازن واسمه قيسيّ بن منبه ابن بكر بن هوازن وهو ثقفى محركة اهـ وكانت هذه القبيلة تسكن الطائف فلما اشتد أذى قريش للنبى صلى الله عليه وسلم بعد موت أبى طالب كما تقدم خرج من مكة الى ثقيف بالطائف (قال ابن اسحاق) يلتمس النصر من ثقيف والمنعة، ورجاء أن يقبلوا منه ما جاء به من الله تعالى (قال المقريزى) لأنهم كانوا أخواله، قال غيره ولم يكن بينه وبينهم عداوة فأقام بها شهرا يدعوهم فردوا قوله واستهزءوا به وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه ورموا عراقيبه بالحجارة حتى اختضبت نعلاه بالدماء: وكان اذا أزلقته الحجارة قعد الى الأرض فيأخذون بعضديه صلى الله عليه وسلم فيقيمونه، فاذا مشى رجموه وهم يضحكون، حتى لقد شج فى رأسه شجاجا فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندهم، وقد يئس من خير ثقيف (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وسنده جيد (2) (سنده) حدّثنا محمد بن جعفر وعفان قالا ثنا شعبة عن الأسود بن قيس عن جندب الى الخ (غريبه) (3) لفظ ما: هنا بمعنى الذى أى الذى لقيته محسوب فى سبيل الله، والظاهر أنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك عندما رماه سفهاء ثقيف بالحجارة والله أعلم (تخريجه) (ق مذ) وقد روى الشيخان من حديث عائشة أنها قالت للنبى صلى الله عليه وسلم هل أتى عليك يوم أشد من أحد؟ قال قد لقيت من قومك وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة اذ عرضت نفسى على ابن عبد يا ليل بن عبد كلال (كان من رؤساء ثقيف) فلم يجبنى الى ما اردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهى فلم استفق الا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسى فاذا بسحابة قد اظلتنى فنظرت فاذا فيها جبريل عليه السلام فنادانى فقال ان الله قد سمع قول قومك وما ردوا به عليك وقد بعث اليك ملك الجبال لتأمره بما شئت: فنادانى ملك الجبال فسلم علىّ ثم قال يا محمد ان الله قد سمع قول قومك وما ردوا عليك، وأنا ملك الجبال وقد بعثنى ربك البك لتأمرنى بأمرك ان شئت ان أطبق عليهم الأخشبين، وهما جبلان قال النبى صلى الله عليه وسلم بل أرجو أن يخرج الله من اصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا، ولما انصرف صلى الله عليه وسلم عن أهل الطائف مر فى طريقه بعتبة وشيبة ابنى ربيعه وهما فى حائط لهما، فلما رأيا ما لقى تحركت له رحمهما فبعثا له مع عداس النصرانى غلامهمها قطف عنب فلما وضع بين يديه ووضع صلى الله عليه وسلم يده فى القطف قال باسم الله، ثم أكل فنظر عداس الى وجهه ثم قال والله ان هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلدة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أى البلاد أنت وما دينك؟ قال نصرانى من نينوى، فقال صلى الله عليه وسلم من قرية الرجل الصالح يونس بن متى، فقال وما يدريك؟ قال ذاك أخى وهو نبى مثلى، فأكب عداس على يديه ورأسه ورجليه يقبلهما

الصفحة 243