كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)
فالنيل والفرات قال ثم رفع إلى البيت المعمور قال قتادة وحدثنا الحسن عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه رأى البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون الف ملك ثم لا يعودون اليه، ثم رجع، إلى حديث أنس قال: ثم أتيت باناء من خمر واناء من لبن واناء من عسل، قال فأخذت اللبن، قال هذه الفطرة أنت عليها وأمتك، قال ثم فرضت الصلاة خمسين صلاة كل يوم، قال فرجعت على موسى عليه السلام فقال بماذا أمرت؟ قال أمرت بخمسين صلاة كل يوم، قال ان امتك لا تستطيع خمسين صلاة وانى قد خبرت الناس قبلك وعالجت بنى اسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، قال فرجعت فوضع عنى عشرًا قال فرجعت فمررت على موسى فقال بما أمرت؟ قلت بأربعين صلاة كل يوم، قال ان أمتك لا تستطيع أربعين صلاة كل يوم، وإنى قد خبرت الناس قبلك وعالجت بنى اسرائيل أشدّ المعالجة فارجع الى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، قال فرجعت فوضع عنى عشرا أخر، فرجعت الى موسى فقال لى بما أمرت؟ قلت أمرت بثلاثين صلاة كل يوم، قال ان امتك لا تستطيع لثلاثين صلاة كل يوم وانى قد خبرت الناس قبلك وعالجت بنى اسرائيل أشد المعالجة فارجع الى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، قال فرجعت فوضع عنى عشرا أخر، فرجعت الى موسى فقال لى بما أمرت؟ قلت بعشرين صلاة كل، يوم فقال ان امتك لا تستطيع العشرين صلاة كل يوم وانى قد خبرت الناس قبلك وعالجت بنى اسرائيل أشد المعالجة فارجع الى ربك فاسأله
__________
من أصل سدرة المنتهى كما فى رواية، وقوله نهران باطنان قال مقاتل السلسبيل والكوثر (1) يرشد بظاهره الى عنصر هذين النهرين والكلام فيه شاسع الطرفين ومحصوله تباين المشارب وتخالف المذاهب فمن ذاهب الى تأويل ولكنه يجافى الدليل، ومن وافق عندما يعطيه الظاهر غير مستبعد ذلك على قدرة القاهر، وظواهر البينات تعضده كقوله جل شأنه {الم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع فى الأرض} الآية وغيرها من الآيات المتضافرة، على أن مادتهما سماوية، ومما يشير الى ذلك قوله عز وجل {وإن من شئ الا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم} وكون الماء يخرج من أصل السدرة ثم يسير حيث يشاء الله تعالى المستأثر بعلم ذلك ثم يسلكه ينابيع حتى يخرج من الأرض ثم يسير فى مجاريه أى مع ما يخالطه من وابل المطر وطله أمر لا يحيله عقل ولا يمنعه شرع، والقدرة لا يتعاصاها شئ: والله على كل شئ قدير (2) يعنى البصرى فى رواية أخرى عن أبى هريرة الخ (3) قيل هو فى السماء الثالثة أو السادسة أو السابعة بحبال الكعبة يزوره كل يوم سبعون الف ملك بالطواف والصلاة ثم لا يعودون اليه (4) أى الفطرة التى فطر عليها البشر وهى دين الاسلام كما قال تعالى {فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم} والمراد علامة الفطرة، لأن اللبن ليس هو نفس الاسلام بل علامة له ودالا عليه (5) معناه مارست بنى اسرائيل أشد الممارسة مع قوة أجسامهم فرأيت منهم الشدة وعدم الطاقة فكيف حال امتك (وقوله فارجع الى ربك) أى الى الموضع الذى ناجيت فيه ربك فلا حلول، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وقد وقع لموسى عليه السلام من العناية بهذه الأمة فى شان الصلاة ما لم يقع لغيره (6) أى فوضع عنى فى ضمن الوضع عن أمتى عشرا منها على أن