كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)
ونعم المجئ جاء فذكر الحديث بنحو ما تقدم (باب ما جاء فى ذلك من رواية أنس بن مالك عن أبى بن كعب رضي الله عنهما) (عن ابن شهاب) قال أنس بن مالك كان ابى بن كعب يحدث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فرج سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدرى ثم غسله من ماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وايمانا فأفرغها فى صدرى ثم أطبقه ثم أخذ بيدى فعرج بى إلى السماء، فلما جاء السماء الدنيا فافتتح فقال من هذا؟ قال جبريل، قال هل معك أحد؟ قال نعم، معى محمد، قال أرسل اليه؟ قال نعم، ففتح فلما علونا السماء الدنيا اذا رجل عن يمينه أسودة وعن يساره أسودة، وإذا نظر قبل يمينه تبسم، وإذا نظر قبل يساره بكى، قال مرحبًا بالنبى الصالح والابن الصالح، قال لجبريل عليه السلام من هذا؟ قال هذا آدم وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نسم بنيه فأهل اليمين هم أهل الجنة، والأسودة التى عن شماله أهل النار، فإذا نظر
__________
وفيه فضيلة ماء زمزم على جميع المياه (1) أى نحو الطريق الاولى بشئ من الاختصار (تنبيه) لم يذكر فى هذا الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم أتى بيت المقدس مع تعدد طرقه وكذلك عند البخارى، وظاهره انه صلى الله عليه وسلم استمر على البراق حتى عرج الى السماء، وتمسك به من زعم أن المعراج كان فى ليلة غير ليلة الاسراء، لكن ثبت عند مسلم والامام احمد وغيرهما وسيأتى من حديث أنس نفسه من مسنده أن النبى صلى الله عليه وسلم اتى بيت المقدس وربط البراق بالحلقه التى يربط بها الأنبياء ثم دخل المسجد فصلى فيه ركعتين ثم جاءه جبريل باناءين فذكر القصة، ثم عرج به إلى السماء (قال البيهقى) المثبت مقدم على النافى، يعنى من اثبت ربط البراق والصلاة فى بيت المقدس معه زيادة علم على من نفى ذلك فهو اولى بالقبول والله أعلم (تخريجه) اخرج الطريق الاولى منه ابخارى بهذا السباق، واخرج الطريق الثانية والثالثة منه مسلم واخرجه النسائى والترمذى مختصرًا جدًا (باب) (ز) (2) (سنده) حدّثنا محمد بن اسحاق ابن محمد المسيبى ثنا انس بن عياض عن يونس بن زيد قال ابن شهاب (يعنى الزهرى) قال انس ابن مالك الخ (غريبه) (3) جاء فى هذه الرواية فرج سقف بيتى وانا بمكة، وتقدم فى الحديث السابق فى الطريق الاولى منه بينا انا فى الحطيم وربما قال قتادة فى الحجر، وفى الطريق الثانية منه بينا انا عند البيت، وفى رواية الواقدى باسانيده انه اسرى به من شعب ابى طالب، وفى حديث ام هانئ عند الطبرانى انه بات فى بيتها قال فغقدته من الليل فقال ان جبريل اتانى (قال الحافظ) والجمع بين هذه الاقوال انه نائم فى بيت ام هانئ وبيتها عند شعب ابى طالب ففرج سقف بيته واضاف البيت اليه لكونه كان يسكنه فنزل منه الملك فأخرجه من البيت الى المسجد فكان به مضطجعًا وبه اثر النعاس، وقد وقع فى مرسل الحسن عند ابن اسحاق ان جبريل اتاه فأخرجه إلى المسجد فأركبه البراق وهو يؤيد هذا الجمع والله اعلم (4) الطست مؤنثة فقوله ممتلئ اراد معناها وهو الاناء وقوله فأفرغها اراد لفظها (5) بفتح الهمزة وسكون المهملة وكسر الواو: قال النووى فسر الأسودة فى الحديث بانها نسم بنيه، اما الأسودة فجمع سواد كزمان وازمنة وتجمع الأسودة على أساود، وقال اهل اللغة السواد الشخص، وقيل السواد الجماعات (6) بفتح النون والمهملة الواحدة نسمة (قال الخطابى) وغيره هي نفس الانسان والمراد ارواح بنى آدم، قال القاضى عياض رحمه الله فى هذا الحديث انه صلى الله عليه وسلم وجد آدم ونسم بنيه من أهل الجنة والنار