كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

قبل يمينه ضحك، واذا نظر قبل شماله بكى، قال ثم عرج بى جبريل حتى جاوز السماء الثانية فقال لخازنها افتح، فقال له خازنها مثل ما قال خازن السماء الدنيا ففتح له، قال انس بن مالك فذكر انه وجد فى السموات آدم وادريس وموسى وعيسى وابراهيم عليهم الصلاة والسلام ولم يثبت لى كيف منازلهم غير أنه ذكر انه وجد آدم فى السماء الدنيا وابراهيم فى السماء السادسه قال أنس فلما مر جبريل عليه السلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم بادريس قال مرحبا بالنبى الصالح والأخ الصالح، قلت من هذا؟ قال هذا ادريس، قال ثم مررت بموسى فقال مرحبا بالنبى الصالح والأخ الصالح، قلت من هذا؟ قال هذا موسى، ثم مررت بعيسى فقال مرحبا بالنبى الصالح والأخ الصالح، قلت من هذا؟ قال هذا عيسى بن مريم، قال ثم مررت بابراهيم فقال مرحبا بالنبى الصالح ولابن الصالح قلت من هذا؟ قال هذا ابراهيم عليه السلام، قال ابن شهاب وأخبرنى ابن حزم أن ابن عباس وأبا حبَّة الأنصارى يقولان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عرج بى حتى ظهرت بمستوى أسمع صريف الاقلام، قال ابن حزم وانس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض الله تبارك وتعالى على امتى خمسين صلاة، قال فرجعت بذلك حتى أمر على موسى عليه السلام فقال ماذا فرض ربك تبارك وتعالى على أمتك؟ قلت فرض عليهم خمسين صلاة، فقال لى موسى عليه السلام راجع ربك تبارك
__________
وقد جاء أن أرواح الكفار فى سجين قيل فى الارض السابعة وقيل تحتها وقيل فى سجن، وان ارواح المؤمنين منعمة فى الجنة، فيحتمل انها تعرض على آدم اوقاتا فوافق وقت عرضها مرور النبى صلى الله عليه وسلم ويحتمل ان كونهم فى النار والجنة انما هو فى اوقات دون اوقات بدليل قوله تعالى {النار يعرضون عليها غدوا وعشيا} وبقوله صلى الله عليه وسلم فى المؤمن عرض منزله من الجنة عليه وقيل له هذا منزلك حتى يبعثك الله اليه، ويحتمل ان الجنة كانت فى جهة يمين آدم عليه السلام والنار فى جهة شماله وكلاهما حيث شاء الله والله أعلم (1) يعنى فى أى السموات هم (2) تقدم فى الحديث السابق أن ابراهيم فى السماء السابعة، قال النووى فان كان الاسراء مرتين فلا اشكال فيه، ويكون فى كل مرة وجده فى سماء واحداهما موضع استقراره ووطنه والأخرى كان فيها غير مستوطن، وان كان الاسراء مرة واحدة فلعله وجده فى السادسة ثم ارتقى ابراهيم أيضا السابعة والله أعلم (3) هو أبو بكر محمد بن عمرو بن حزم (4) قال النووى أبو حبة بالحاء المهملة والباء الموحدة هكذا ضطبناه هنا، وفى ضبطه واسمه اختلاف، فالأصح الذى عليه الأكثرون حبه بالباء الموحدة كما ذكرنا، وقيل حية بالياء التحتية وقيل حنة بالنون وهذا قول الواقدى، وروى عن ابن شهاب الزهرى، وقد اختلف فى امم أبى حبة فقيل عامر وقيل مالك وقيل ثابت وهو بدرى باتفاقهم واستشهد يوم أحد، وقد جمع الامام أبو الحسن بن الأثير الجزرى رحمه الله الأقوال الثلاثة فى ضبطه والاختلاف فى اسمه فى كتابه معرفة الصحابة رضي الله عنهم وبينها بيانا شافيا رحمه الله (5) معنى ظهرت علوت والمستوى بفتح الواو (قال الخطابى) المراد به المصعد، وقيل المكان المستوى، وصريف الاقلام بالصاد المهملة تصويتها حال الكتابة، قال الخطابى هو صوت ما تكتبه الملائكة من أقضية الله تعالى ووحيه وما ينسخونه من اللوح المحفوظ أو ما شاء الله تعالى من ذلك أن يكتب ويرفع لما أراده من أمره وتدبيره، قال القاضى عياض فى هذا حجة لمذهب أهل السنة في الإيمان

الصفحة 250