كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)
وتعالى فإن أمتك لا تطيق ذلك، قال فراجعت ربى عز وجل فوضع شطرها فرجعت الى موسى فاخبرته فقال راجع ربك فان أمتك لا تطيق ذلك، قال فراجعت ربى عز وجل فقال هى خمس وهى خمسون لا يبدل القول لدى، قال فرجعت الى موسى عليه السلام فقال راجع ربك فقلت قد استحييت من ربى تبارك وتعالى، قال ثم انطلق بى حتى أتى بى سدرة المنتهى، قال فغشيها الوان ما أدرى ما هى قال ثم ادخلت الجنة فاذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك (باب ما جاء فى ذلك من رواية أنس بن مالك رضي الله عنه من مسنده) (عن أنس بن مالك) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتيت بالبراق وهو دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه، فركبته فسار بى حتى أتيت بيت المقدس فربطت الدابة بالحلقة التي يربط
__________
بصحة كتابة الوحى والمقادير فى كتب الله تعالى من اللوح المحفوظ وما شاء بالاقلام التى هو تعالى يعلم كيفيتها على ما جاءت به الآيات من كتاب الله تعالى والاحاديث الصحيحة، وأن ما جاء من ذلك على ظاهره لكن كيفية ذلك وصورته وجنسه مما لا يعلمه إلا الله تعالى ومن أطلعه على شئ من ذلك من ملائكته ورسله، وما يتأول هذا ويحيله عن ظاهره إلا ضعيف النظر والايمان، إذ جاءت به الشريعة المطهرة ودلائل العقول لا تحيله، والله تعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد حكمة من الله تعالى واظهارا لما يشاء من غيبة لمن يشاء من ملائكته وسائر خلقه، والا فهو غني عن الكتب والاستذكار سبحانه وتعالى (1) قال النووى المراد بحط الشطر هنا أنه حط فى مرات بمراجعات، وهذا هو الظاهر، وقال القاضى عياض رحمه الله المراد بالشطر هنا الجزء وهو الخمس وليس المراد به النصف وهذا الذى قاله محتمل ولكن لا ضرورة اليه، فان هذا الحديث مختصر لم يذكر فيه كرات المراجعة والله أعلم، واحتج العلماء بهذا الحديث على نسخ الشئ قبل فعله والله أعلم (2) أى لا يقدر على وصفها وسيأتى فى باب ما جاء فى أمور متفرقة تتعلق بالاسراء والمعراج من حديث ابن مسعود قال إذ يغشى السدرة ما يغشى، قال فراش من ذهب، وفى حديث أنس قال فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تحولت ياقوتا أو زمردًا أو نحو ذلك (3) بالجيم المفتوحة بعدا نون مفتوحة ثم الف ثم باء موحدة ثم ذال معجمة وهى القباب واحدتها جنبذة واللؤلوء معروف: وفى هذا الحديث دلالة لمذهب أهل السنة أن الجنة والنار مخلوقتان وأن الجنة فى السماء قاله النووى (تخريجه) أخرجه مسلم من طريق يونس أيضا بسند حديث الباب ولفظه الا أنه جعله من حديث أبى ذر أبىّ بن كعب وسنده عند مسلم هكذا حدثنى حرملة بن يحيى التحبى أخبرنا ابن وهب قال أخبرنى يونس عن ابن شهاب عن أنس بن مالك قال كان أبو ذر يحدث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فرج سقف بيتى فذكر الحديث بلفظه كما هنا، واورده الهيثمى عن أبىّ بن كعب أيضًا ثم قال رواه عبد الله من زياد انه على أبيه ورجاله رجال الصحيح والله اعلم (باب) (4) (سنده) حدّثنا حسن بن موسى ثنا حماد بن سلمة انا ثابت الينانى عن أنس بن مالك الخ (غريبه) (5) فيه إثبات أن النبى صلى الله عليه وسلم أتى بيت المقدس فى ليلة المعراج وبه قال جمهور العلماء (6) قال النووى باسكنا اللام على اللغة الفصحية المشهورة وحكى الجوهرى وغيره فتح اللام أيضا قال وفى رابط البراق الأخذ بالاحتياط فى الأمور وتعاطى الأسباب، وأن ذلك لا يقدح في التوكل إذا كان