كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)
فيها الأنبياء ثم دخلت فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءنى جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن، فاخترت اللبن قال جبريل أصبت الفطرة ثم عرج بنا إلى السماء الدنيا فاستفتح جبريل فقيل ومن أنت؟ قال جبريل قيل ومن معك؟ قال محمد، فقيل وقد أرسل اليه؟ قال قد أرسل اليه، ففتح لنا فاذا أنا بآدم فرحب ودعا لى بخير، ثم عرج بنا الى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل ومن أنت؟ قال جبريل، فقيل ومن معك؟ قال محمد، فقيل وقد أرسل اليه؟ قال قد أرسل اليه، قال ففتح لنا فاذا أنا بابنى الخالة يحيى وعيسى فرحبا ودعوا لى بخير، ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقيل من أنت؟ فقال جبريل، فقيل ومن معك؟ قال محمد، فقيل وقد أرسل اليه؟ قال قد أرسل اليه، ففتح لنا فاذا أنا بيوسف عليه السلام وإذا هو قد أعطى شطر الحسن فرحب ودعا لى بخير، ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل فقيل من أنت؟ قال جبريل، قيل ومن معك؟ قال محمد صلى الله عليه وسلم، فقيل وقد أرسل اليه؟ قال قد أرسل اليه، ففتح الباب فاذا أنا بادريس فرحب بى ودعا لى بخير، ثم قال يقول الله عز وجل ورفعناه مكانا عليا، ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل فقيل من أنت؟ قال جبريل، فقيل ومن معك؟ قال محمد، فقيل قد بعث اليه؟ قال قد بعث اليه، ففتح لنا فاذا أنا بهرون فرحب ودعا لى بخير، ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل فقيل من أنت؟ قال جبريل، قيل ومن معك؟ قال محمد،
__________
الاعتماد على الله تعالى والله أعلم (1) يستفاد منه أن الأنبياء كانوا يركبون البراق فى بعض الأحيان لأمور خاصة قاله الزبيدى وصاحب التحرير رحمهما الله (2) جاء عند الامام احمد من حديث ابن عباس وسيأتى بعد باب أن النبى صلى الله عليه وسلم لما دخل المسجد الأقصى قام ليصلى فالتفت ثم التفت فاذا النبيون أجمعون يصلون معه (قال الحافظ) وفى رواية أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ثم دخلت المسجد فعرفت النبيين من بين قائم وراكع وساجد ثم أقيمت الصلاة فأممتهم (وفى رواية يزيد) بن أبى مالك عن أنس عن ابن أبى حاتم فلم البث إلا يسيرا حتى اجتمع ناس كثير ثم أذن مؤذن فأقيمت الصلاة فقمنا صفوفا ننتظر من يؤمنا فاخذ بيدى جبريل فقدمنىفصليت بهم: وفى حديث ابن مسعود عند مسلم وجاءت الصلاة فأتممتهم (3) جاء عند مسلم من حديث أبى هريرة قال فاتيت باناءين فى أحدهما لبن وفى الآخر خمر، فقيل لى خذ أيهما شئت، فأخذت اللبن فشربته فقال هديت للفطرة أو أصبت الفطرة، أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك، وسيأتى نحوه عند الامام احمد من حديث ابى هريرة أيضا فى باب ما جاء فى أمور متفرقة تتعلق بالاسراء والمعراج (4) قال النووى فروا الفطرة هنا بالاسلام والاستقامة، ومعناه والله أعلم اخترت علامة الاسلام والاستقامة، وجعل اللبن علامة لكونه سهلا طيبا طاهرًا سائغا للشاربين سليم العاقبة، وأما الخمر فانها أم الخبائث وجالبة لأنواع من الشر فى الحال والمآل والله أعلم اهـ (وقوله ثم عرج بنا بفتح العين والراء أى صعد) (5) قال النووى وقوله جبريل فيه بيان الأدب فيمن استأذن بدق الباب ونحوه فقيل له من أنت؟ فينبغى ان يقول زيد مثلا اذا كان اسمه زيدا ولا يقول أنا: فقد جاء الحديث بالنهى عنه ولأنه لا فائدة فيه قال القاضى وفيه أن