كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)
فقيل وقد بعص اليه؟ قال قد بعث اليه، ففتح لنا فاذا أنا بموسى عليه السلام فرحب ودعا لى بخير، ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل من أنت؟ قال جبريل، قيل ومن معك؟ قال محمد، قيل وقد بعث اليه؟ قال قد بعث اليه، ففتح لنا فاذا أنا بابراهيم صلى الله عليه وسلم وإذا هو مستند الى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبوعن الف ملك لا يعودون اليه ثم ذهب بى إلى سدرة المنتهى وإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال فلما غشيها من أمر ربى ما غشيها تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن يصفها من حسنها، قال فأوحى الله عز وجل إلى ما أوحى وفرض على فى كل يوم وليلة خمسين صلاة فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فقال ما فرض ربك على أمتك؟ قال قلت خمسين صلاة فى كل يوم وليلة، قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فان أمتك لا تطيق ذلك وانى قد بلوت بنى اسرائيل وخبرتهم، قال فرجعت إلى ربى عز وجل فقلت أى رب خفف عن أمتى فحط عنى خمسًا، فرجعت الى موسى فقال ما فعلت؟ قلت حط عنى خمسًا، قال إن أمتك لا تطيق ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، قال فلم أزل أرجع بين ربى وبين موسى ويحط عنلا خمسًا خمسا حتى قال يا محمد هى خمس صلوات فى كل يوم وليلة بكل صلاة عشر فتلك خمسون صلاة، ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت حسنة، فان عملها كتبت عشرا، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئًا، فان عملها كتبت سيئة واحدة، فنزلت حتى انهيت إلى موسى فأخبرته فقال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فان أمتك لا تطيق ذاك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رجعت الى ربى حتى لقد استحييت
(باب إنكار حذيفة بن اليمان صلاة النبى صلى الله عليه وسلم ببيت المقدس ليلة الاسراء)
(عن زر بن حبيش) قال أتيت على حذيفة بن اليمان (رضي الله عنه) وهو يحدث عن ليلة اسرى بمحمد صلى الله عليه وسلم وهو يقول فانطلقت أو انطلقنا فلقينا حتى أتينا على بيت المقدس فلم يدخلاه، قال قلت بل دخله رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلتئذ وصلى فيه، قال ما اسمك يا أصلع فإني أعرف
__________
للسماء أبوابا حقيقة وحفظة موكلين بها، وفيه إثبات الاستئذان والله أعلم (1) ذكر العلماء فى مكان البيت المعمور ثلاثة أقوال، أحدها أنه فى السماء الثالثة، والثانى أنه فى السادسة، والثالث أنه فى السابعة وهذا الحديث يؤيد القول الثالث (2) فيه دلالة على أن سدرة المنتهى فى السماء السابعة لقوله بعد ذكر السماء السابعة (ثم ذهب بى إلى سدرة المنتهى) وسيأتى فى حديث ابن مسعود فى باب ما جاء فى أمور متفرقة تتعلق بالاسراء والمعراج أنها فى السماء السادسة ولا تعارض فى ذلك، لأنه يحمل على أن أصلها فى السماء السادسة وأغصانها وفروعها فى السابعة وليس فى السادسة منها إلا أصل ساقها والله أعلم (3) هذه الجملة من قوله ومن هم بحسنة الى هنا تقدم الكلام على شرحها وكلام العلماء فيها فى باب احسان النية على الخير الخ من كتاب النية والاخلاص فى العمل فى الجزء التاسع عشر صحيفة 7 فارجع اليه (تخريجه) (ق. وغيرهما) (باب) (4) (سنده) حدّثنا أبو النضر ثنا شيبان عن عاصم عن زر بن حبيش الخ (غريبه) (5) هكذا بالأصل فلقينا ومعناه غير ظاهر، والظاهر أنه وقع فيه