كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

الحمد لله الذى هداك للفطرة لو أخذت الخمر غوت أمتك (عن عبد الله) قال لما أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى به إلى سدرى المنتهى وهى فى السماء السادسة: اليها ينتهى ما يعرج به من الأرض فيقبض منها، واليها ينتهى ما يهبط به من فوقها فيقبض منها قال {اذ يغشى السدرة ما يغشى} قال فراش من ذهب قال فاعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا أعطى الصلوات الخمس وأعطى خواتيم سورة البقرة وغفر لمن لا يشرك بالله من أمته المقحمات (عن أنس) أن النبى صلى الله عليه وسلم قال رفعت لى سدرة المنتهى فى السماء السابعة نبقها مثل قلال هجر وورقها مثل آذان الفيلة يخرج من ساقها نهران ظاهران ونهران باطنان، فقلت يا جبريل ما هذان؟ قال اما الباطنان ففى الجنة واما الظاهران فالنيل والفرات (وعنه ايضا) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهيت الى السدرة فاذا نبقها مثل الجرار واذا ورقها مثل آذان الفيلة، فلما غشيها من امر الله ما غشيها تحولت ياقوتاً
__________
ففي بعضها باء ناءين أحدهما لبن والآخر فيه خمر كما فى هذه الرواية، وفى بعض روايات البخارى ثم رفع إلىَّ البيت المعمور ثم أتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل، وفى حديث أبى سعيد عن ابن اسحاق فى قصه الاسراء فصلى بهم يعنى الأنبياء ثم أتى بثلاث آنية: إناء فيه لبن واناء فيه خمر وإناء فيه ماء فأخذت اللبن، واختلفت الروايات أيضا فى مكان عرض الآنية: ففى بعضها أنه كان فى بيت المقدس، وفى بعضها أنه كان فى السماء (قال الحافظ) بعد ذكر هذه الروايات وغيرها يجمع بين هذا الاختلاف إما بحمل ثم على غير بابها من الترتيب وانما هى بمعنى الواو، وإما بوقوع عرض الآنية مرتين مرة عند فراغه من الصلاة ببيت المقدس ومرة وصوله إلى سدرة المنتهى ورؤية الأنهار الأربعة، وأما الاختلاف غى عدد الآنية وما فيها فيحمل على أن بعض الرواة ذكر ما لم يذكره الآخر ومجموعها أربعة آنية فيها أربعة أشياء من الأنهار الأربعة التى رآها نخرج من أصل سدرة المنتهى (1) أى ضلت، نوعا من الغواية المترتبة على شربها بناءا على أنه لو شربها لأحل للامة شربها فوقعوا فى ضررها وشرها (تخريجه) (ق مذ) (2) (سنده) حدّثنا ابن نمير أخبرنا مالك بن مغول عن الزبير بن عدى عن طلحة عن مرة عن عبد الله (يعنى ابن مسعود) قال لما أسرى برسرول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (3) قال الحافظ كذا فسر المبهم فى قوله ما يغشى بالفراش (قال البيضاوى) وذكر الفراش وقع على سبيل التمثيل لأن من شأن الشجر أن يسقط عليه الجراد وشبهه، وجعلها من الذهب لصفاء لونها واضاءتها فى نفسها اهـ (قال الحافظ) ويجوز أن يكون من الذهب حقيقة ويخلق فيه الطيران، والقدرة صالحة لذلك (4) بكسر الحاء المهملة قال فى النهاية أى الذنوب العظام التى تقحم أصحابها فى النار أى تلقيهم فيها (تخريجه) اورده الحافظ ابن كثير فى تفسيره وعزاه لمسلم والبيهقى (5) (عن انس بن مالك الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم من رواية أنس عن مالك بن صعصعة وتقدم الكلام على شرحه وهو حديث صحيح رواه البخارى (6) (سنده) حدّثنا محمد بن أبى عدى عن حميد عن أنس (يعنى ابن مالك) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) هو فى الصحيحين ما عدا قوله تحولت ياقوتا أو زمردا أو نحو ذلك فانى لم أقف عليه لغير الامام احمد وهو حديث صحيح ورجاله من رجال

الصفحة 258