كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

ويعلم ما في الأرحام هذه الآية} ومن اخبرك ان محمدًا صلى الله عليه وسلم كتم فقد كذب ثم قرأت {يا ابها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك} ولكنه راى جبريل فى صورته مرتين (ومن طريق ثان) عن مسروق ايضًا قال كنت متكئا عند عائشة رضي الله عنها فقالت يا أبا عائشة أنا اول من سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن هذه قال ذلك جبريل لم اره فى صورته التى خلق الا مرتين، رأيته منهبطا من السماء سادًا عظم خلقه ما بين السماء والارض (عن ابن عباس) قال سأل النبى صلى الله عليه وسلم جبريل أن يراه فى صورته فقال ادع ربك قال فدعا ربه فطلع عليه سواد من قبل المشرق قال فجعل يرتفع وينتشر قال فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم
__________
صلى الله عليه وسلم سبحان الله المسلم لا ينجس وغير ذلك كثير (وأما قولها لقد قف شعرى) فهو بفتح القاف والفاء المشددة ومعناه قام شعرى من الفزع لكونى سمعت مالا ينبغى أن يقال، قال ابن الاعرابى تقول العرب عند انكار الشئ قف شعرى واقشعر جلدى واشمأزت نفسى (1) جاء فى رواية لمسلم عن مسروق قال قلت لعائشة فأين قوله (ثم دنا فتدلى فكان قوسين أو أدنى فأوحى الى عبده ما أوحى) قالت انما ذاك جبريل صلى الله عليه وسلم كان يأتيه فى صورة الرجال وإنه أتاه هذه المرة فى صورته التى هى صورته فسدأفق السماء (قلت) هذه هى المرة الأولى التى جاءت فى قوله تعالى {علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى الى عبده ما أوحى} قال الحافظ ابن كثير فى تاريخه وكان ذلك بالأبطح تدلى جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسدّ عظم خلقه ما بين السماء والأرض حتى كان بينه وبينه قاب قوسين أو أدنى، هذا هو الصحيح فى التفسير كما دل عليه كلام أكابر الصحابة (اهـ) قلت انظر باب وهو بالأفق الاعلى فى سورة النجم من كتاب فضائل القرآن وتفسيره فى الجزء الثامن عشر صحيفة 286 و 287 رقم 438 و 439 (2) (سنده) حدّثنا يزيد قال أنا داود عن عامر عن مسروق الخ (3) أى عن قوله تعالى {ولقد رآه بالأفق المبين ولقد رآه نزلة أخرى} كما يستفاد من رواية مسلم (4) زاد فى رواية عند الامام احمد وعليه ثياب سندس معلقا بها اللؤلؤ والياقوت، (قال النووى) رحمه الله هكذا هو فى الأصول ما بين السماء الى الأرض (يعنى رواية مسلم) قال وهو صحيح وأما عظم خلقه فضبط على وجهين احدهما بضم العين واسكان الظاء، الثانى بكسر العين وفتح الظاء وكلاهما صحيح اهـ (قلت) وهذه هى المرة الأولى التى عناها الله عز وجل بقوله {ولقد رآه بالأفق المبين}، (والمرة الثانية) هى المرادة بقوله تعالى ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى قال الحافظ ابن كثير فى تاريخه رأى هناك جبريل عليه السلام له ستمائة جناح ما بين كل جناح كما بين السماء والأرض وهو الذى يقول الله تعالى {ولقد رآه نزله أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى} أى ما زاغ يمينا ولا شمالا ولا ارتفع عن المكان الذى حدَّ له النظر اليه، وهذا هو الثبات العظيم والادب الكريم، وهذه الرؤيا الثانية لجبريل عليه السلام على الصفة التى خلقه الله تعالى عليها كما نقله ابن مسعود وأبو هريرة وأبو ذر وعائشة رضي الله عنهم أجمعين (تخريجه) أخرجه مسلم بطريقيه (5) (سنده) حدّثنا يحيى بن ادم حدثنا أبو بكر بن عياش عن ادريس بن منبه عن أبيه وهب بن منبه عن ابن عباس الخ (غريبه) (6) أى التى خلقه الله عليها (7) أي حتى

الصفحة 260