كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)
حضره من قومي عند موته انهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره ويحمده ويسبحه حتى مات فما كانوا يشكون ان قد مات مسلما، لقد كان استشعر الاسلام فى ذلك المجلس حين سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمع (عن عائشة رضي الله عنها) قالت كان يوم بعاث يوما قدمه الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وقد افترق ماؤهم وقتلت سرواتهم ورفقوا لله عز وجل ولرسوله فى دخولهم فى الاسلام (عن جابر بن عبد الله) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس بالموقف فيقول هل من رجل يحملنى الى قومه فان قريشا قد منعونى أن ابلغ كلام ربى عز وجل، فاتاه رجل من همدان فقال ممن أنت فقال الرجل من همدان، قا فهل عند قومك من منعة؟ قال نعم، ثم إن الرجل خشي أن
__________
وقع في رواية أبى ذر بالغين المعجمة وجها واحدا ويقال ان أبا عبيدة ذكره بالمعجمة أيضا ذكره الحافظ، قال وهو مكان ويقال حصن وقيل مزرعة عند بنى قريظة على ميلين من المدينة كانت به وقعة بين الأوس والخزرج فقتل منها كثير منهم، وكان رئيس الأوس فيه حضير والد اسيد بن حضير، وكان يقال له حضير الكتائب وبه قتل، وكان رئيس الخزرج يومئذ عمرو بن النعمان البياضى فقتل فيها أيضا وكان النصر فيها أو لا الخزرج ثم ثبتهم حضير فرجعوا وانتصرت الأوس، وجرح حضير يومئذ فات فيها، وذلك قبل الهجرة بخمس سنين وقيل باربع وقيل باكثر والأول أصح اهـ (وجاء فى الكامل) لابن الاثير ان قريظة والنضير جددوا العهود مع الأوس على المؤازرة والتناصر ضد الخزرج فى يوم بعاث واستحك أمرهم وجدّوا فى حربهم ودخل معهم قبائل من اليهود. فكان ما كان من تغلب الأوس على الخزرج، وذكر ابو الفرج الأصبهانى ان سبب ذلك انه كان من قاعدتهم أن الأصيل لا يقتل بالحليف فقتل رجل من الأوس حليفا الخزرج فأرادو اان يقيدوه فامتنعوا فوقعت عليهم الحرب لاجل ذلك فقتل فيها من أكابرهم من كان لا يؤمن، أى يتكبر ويأنف أن يدخل فى الاسلام حتى لا يكون تحت حكم غيره: وقد كان بقى منهم من هذا النحو عبد الله بن أبىّ بن سلول (1) فيه منقبة عظيمة لإياس بن معاذ وانه صحابى ولذلك ذكر هـ الحافظ فى القسم الاول من الاصابه رضى الله تبارك وتعالى عنه (تخريجه) رواه محمد بن اسحاق فى المغازى وأورده الحافظ فى الاصابة وصححه (2) (سنده) حدّثنا أبو أسامة قال حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة الخ (غريبه) (3) أى لأنه قتل فيه رؤساؤهم إذ لو كانوا أحياءا لاستكبروا عن متابعته صلى الله عليه وسلم ولمنع حبب رياستهم عن حب دخول رئيس عليهم (4) أى جماعتهم (وقتلت) بضم القاف مبنيا للمفعول (سروائهم) بفتح السين المهملة والراء. والواو أى خيارهم واشرافهم (5) بفتح الراء والفاء من باب قتل رفقا فأنا رفيق والرفق ضد العنف ومعناه انه زال ما عندهم من العنف ولان جانبهم بدخولهم فى الاسلام فكان فى قتل من قتل من أشرافهم ممن كان يأنف ان يدخل فى الاسلام مقدمات الخير، وقد كان بقى منهم من هذا النحو عبد الله بن أبى بن سلول وقصته فى انفته وتكبره مشهورة لا تخفى (تخريجه) (خ) (6) (عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما) (سنده) حدّثنا أسود بن عامر أخبرنا اسرائيل عن عثمان يعنى ابن المغيرة عنا سالم بن أبى الجعد عن جابر بن عبد الله الخ (غريبه) (7) أى موقف الناس بعرفات فى موسم الحج (8) يعنى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل ممن أنت؟ فقال الرجل من همدان بفتح الهاء وسكون الميم قبيلة باليمن (9) بفتحات قال الزمخشري وهي