كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)
يحقره قومه فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاله آتيهم فأخبرهم ثم آتيك من عام قابل، قال نعم، فانطلق وجاء وفد الأنصار فى رجب (باب قدوم اثنى عشر رجلا من الأنصار الى المدينة وبيعة العقبة الأولى) (عن عبادة بن الصامت) قال كنت فيمن حضر العقبة الأولى وكنا
__________
مصدر مثل الأنفة والعظمة، أو جمع مانع وهم العشيرة والحماة (1) معناه أن لا يجيبوا طلبه (تخريجه) (ك. والاربعة) وصححه الحاكم (ما جاء فى بدء اسلام الانصار رضى الله عنهم) قال ابن اسحاق وغيره لما أراد الله تعالى إظهار دينه واعزاز نبيه وانجاز وعده خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الموسم الذى لقيه فيه النفر من الأنصار فعرض نفسه على قبائل العرب كما كان يصنع فى كل موسم، فبينما هو عند العقبة لقى رهطا من الخزرج أراد الله بهم خيرا فقال لهم من أنتم؟ قالوا نفر من الخزرج، قال أفلا تجلسون أكلمك؟ قالوا بلى، فجلسوا معه فدعاهم الى الله وعرض عليهم الاسلام وتلا عليهم القرآن، وكان من صنع الله ان اليهود كانوا معهم فى بلادهم وكانوا أهل كتاب وكان الأوس والخزرج أكثر منهم فكانوا إذا كان بينهم شئ قالوا ان نبيا سيبعث قد أظل زمانه نتبعه فنقتلكم معه، فلا كلمهم النبى صلى الله عليه وسلم عرفوا النعت فقال بعضهم لبعض لا تسبقنا اليهود اليه، فأجابوه إلى ما دعاهم اليه وصدقوه وقبلوا منه ما عرض علهيم من الاسلام، فأسلم منهم ستة نفر، وهم أبو امامه أسعد بن زرارة وعوف بن الحارث بن رفاعة وهو ابن عفراء ورافع بن مالك بن المجلان وقطبة بن عامر بن حديدة وعقبة بن عامر بن نابي، وجابر ابن عبد الله بن رياب: فقال لهم النبى صلى الله عليه وسلم تمنعون ظهرى حتى ابلغ رسالة ربى؟ فقالوا يا رسول الله انما كانت بعاث عام أول يوم من أيامنا اقتتلنا به فان تقدم ونحن كذاك لا يكون لنا عليك اجتماع فدعنا حتى ترجع الى عشائرنا لعل الله يصلح ذات بيننا وندعوهم الى ما دعرتنا فعسى الله أن يجمعهم عليك، فان اجتمعت كلمتهم عليك واتبعوك فلا أحد أعز منك وموعدك الموسم القابل، وانصرفوا الى المدينة ولم يبق دار من دور الانصار الا وفيها ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان العام المقبل لقيه اثنا عشر رجلا وهى العقبة الأولى فأسلموا، فيهم خمسة من الستة المذكورين ولم يكن فيهم جابر بن عبد الله بن رباب (والسبعة تتمة الاثنى عشر هم) معاذ بن الحارث بن رفاعة وهو ابن عفراء أخو عوف المذكور قبلا، وذكر ان بن عبد قيس، الزرقى وعبادة بن الصامت، ويزيد بن ثعلبة البلوى، والعباس ابن عبادة بن فضلة، وهؤلاء من الخزرج، (ومن الاوس) رجلان أبو الهيثم بن التيهان من بنى عبد الأشهل، وعويم بن ساعدة فأسلوا وبايعوا على بيعة النساء أى وفق بيعتهن التى أنزلت بعد ذلك عند فتح مكة وهى، أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزنى ولا نقتل اولادنا ولا ناتى ببهتان نفتريه بين أيدينا وارجلنا ولا نعصيه فى معروف والسمع والطاعة فى العسر واليسر والمنشط والمكره واثرته علينا وان لا ننازع الامر أهله، وان نقول الحق حيث كنا لا نخاف فى الله لومة لائم، ثم قال صلى الله عليه وسلم فان وفيتم فلكم الجنة، ومن غشى من ذلك شيئا كان امره الى الله ان شاء عذبه وان شاء عفا عنه، ولم يفرض يومئذ القتال، ثم انصرفوا الى المدينة فاظهر الله الاسلام، وستاتى هذه البيعة فى حديث عبادة بن الصامت الآتى (باب) (2) (سنده) حدّثنا يعقوب ثنا ابى عن ابن اسحاق حدثنى يزيد بن ابى حبيب عن مرئد بن عبد الله اليزنى عن ابى عبد الرحمن بن عسلة الصنابحى عن عبادة بن الصامت الخ