كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

من غلام قريش لا يفتنك ويمشى بين رجالهم وهم يشيرون اليه بالاصابع حتى بعثنا الله اليه من يثرب فآويناه وصدقناه فيخرج الرجل منا فيؤمن به ويقرئه القرآن فينقلب الى أهله فيسلمون باسلامه حتى لم يبق دار من دور الانصار الا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الاسلام ثم ائتمروا جميعا حتى متى نترك رسول الله صلى الله عليه وسلم يطرد فى جبال مكة ويخاف، فرحل اليه منا سبعون رجلا حتى قدموا عليه فى الموسم فواعدناه شعب العقبة فاجتمعنا عليه من رجل ورجلين حتى توافينا، فقلنا يا رسول الله نبايعك، قال تبايعونى على السمع والطاعة فى النشاط والكسل والنفقة فى العسر واليسر وعلى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وأن تقولوا فى الله لا تخافون فى الله لومة لائم، وعلى أن تنصرونى فتمنعونى اذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة، قال فقمنا اليه فبايعناه وأخذ بيده اسعد بن زرارة وهو من أصغرهم فقال رويدا يا أهل يثرب فانا لم نضرب أكباد الإبل الا ونحن نعلم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وان اخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وان تعضكم السيوف فإما أنتم قوم تصبرون على ذلك وأجركم على الله، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم جبنة فبينوا ذلك فهو عذر لكم عند الله: قالوا امط عنا يا أسعد فوالله لا ندع هذه البيعة ابدا ولا نسلبها ابدا قال فقمنا اليه فبايعناه فأخذ علينا وشرط يعطينا على ذلك الجنة رضي الله عنهم أجمعين (حدّثنا أبو سعيد وعفان) قال ثنا ربيعه بن كلثوم حدثنى أبى قال سمعت أبا غادية يقول بايعت
__________
بقرب مكة كانت تقام به فى الجاهلية مدوف يقيمون فيه أياما (نه) (ومجنة) بفتح الميم وكسرها مع فتح الجيم والنون مشددة موضع بأسفل مكة على أميال وكان يقام بها للعرب سوق، وفتح الميم أكثر من كسرها (1) نشأ هذا من دعاية أبى جهل وأبى لهب وأعوانهما من قريش جازاهم الله بفعلهم ومع هذا فقد أبى الله عز وجل إلا ان يظهر دينه وينصر نبيه ولو كره الكافرون، وقد انتقم الله منهم جميعا فى الدنيا شر انتقام ولعذاب الآخرة أشد وابقى (2) يريد بيعة العقبة الأولى وما بعدها (3) تقدم ان مصعب ابن عمير كان يقرئهم القرآن وأسلم على يده خلق كثير (4) الرهط هم عشيرة الرجل واهله، والرهط من الرجال ما دون العشرة وقيل الى الاربعين ولا واحد له من لفظه ويجمع على رهط وارهاط، واراهط جمع الجمع (5) معناه ان فى اخراجه اليوم وبيعتكم إياه مفارقة العرب أى معاداتهم جميعا وربما قامت بينكم وبينهم حرب فيقتلون خياركم وتعمل فيكم سيوفهم (6) اى جبنا (7) معناه امط عنا يدك أى نحها وأبعدها عنا (8) اى لا نرفضها ولا نتركها (9) جاء عقب هذا الحديث فى المسند قال الامام احمد حدثنا داود بن مهران ثنا داود يعنى العطار عن ابن خثيم عنى أبى الزبير محمد بن مسلم انه حدثه عن جابر ابن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين فذكر الحديث وقال حتى ان الرجل ليرحل ضاحية من مضر ومن اليمن، وقال مفارقة العرب، وقال تخافون من أنفسكم خيفة، وقال فى البيعة لا نستقيلها (تخريجه) (ك هق) وقال الحاكم هذا حديث صحيح الاسناد جامع لبيعة العقبة ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهبى وقال الحافظ ابن كثير فى تاريخه هذا إسناد جيد على شرط مسلم (9) (حدّثنا ابو سعيد وعفان الخ)

الصفحة 270