كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو سعيد فقلت بيمينك قال نعم، قالا جميعا فى الحديث وخطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم العقبة فقال يا أيها الناس ان دمائكم وأموالكم عليكم حرام الى يوم تلقون ربكم عز وجل كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا، ألا هل بلغت؟ قالوا نعم، قال اللهم اشهد: ثم قال ألا لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض (حدّثنا يعقوب) قال ثنا أبى عن ابن اسحاق قال فحدثنى معبد بن كعب بن مالك بن أبى كعب بن القين أخو بنى سلمة ان أخاه عبد الله بن كعب وكان من أعلم الانصار حدثه أن أباه كعب بن مالك وكان كعب ممن شهد العقبة وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بها قال خرجنا فى حجاج قومنا من المشركين وقد صلينا وفقهنا ومعنا البراء بن معرور كبيرنا وسيدنا، فلما تواجهنا لسفرنا وخرجنا من المدينة قال البراء لنا يا هؤلاء انى قد رأيت والله رأيا وانى والله ما أدرى توافقونى عليه أم لا؟ قال قلنا له وما ذاك؟ قال قد رأيت ان لا أدع هذه البنية منى ظبهر، يعنى الكعبة وان أصلى اليها، قال فقلنا والله ما بلغنا أن نبينايصلى الا الى الشام وما نريد ان نخالفه، فقال انى أصلى اليها: قال فقلنا له لكنا لا نفعل، فكنا اذا حضرت الصلاة صلينا الى الشام وصلى الى الكعبة حتى قدمنا مكة
__________
(غريبه) (1) روى الحاك فى المستدرك عن ابن شهاب الزهرى قال كان بين ليلة العقبة وبين مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشهر أو قريبا منها وكانت بيعة الانصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة فى ذى الحجة وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فى شهر ربيع الأول (2) يعنى شهر ذى الحجة كما تقدم وهو من الأشهر الحرم (3) أى بعد فراق من موقفى هذا، او بعد موتى وهو الأظهر، وفيه استعمال راجع كصار معنى وعملا: قال ابن مالك وهو مما خفى على أكبر النحويين أى لا تصيرو بعدى (كفارا) أى كالكفار او لا يكفر بعضكم بعضا فتستحلوا القتال، اولا تكن أفعالكم شبيهة بأفعال الكفار (وقوله يضرب)] برفع الباء الموحدة على أنها جملة مستأنفة مبينة لقوله (لا ترجعوا بعدى كفارا) ومجوز الجزم، قال ابو البقاء على تقدير شرط مضمر أى إن ترجعوا بعدى والله اعلم (تخريجه) أورده الحافظ فى الاصابة بتمامه وعزاه ليعقوب بن شيبة فى مسند عمار ورجاله ثقات وروى الشيخان وغيرهما هذه الخطبة من حديث ابن عباس عن النبى صلى الله عليه وسلم وتقدم فى باب ما جاء فى الخطبة يوم النحر بمنى فى الجزء الثانى عشر صحيفة 211 رقم 413 (4) (حدّثنا يعقوب الخ) (غريبه) (5) يعنى الخزرجى الأنصارى السَّلمى ابو بشر كان من النفر الذين بايعوا البيعة الثانية بالعقبة وهو أول من بايع وأول من استقبل القبلة وأول من أوصى بثلث ماله وهو أحد النقباء (قال ابن اسحاق) وغيره مات البراء بن معرور قبل قدوم النبى صلى الله عليه وسلم المدنية بشهرين، قال السهيلى والبراء بن معرور يكنى أبا بشر بابنه بشر بن البراء وهو الذى أكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشاة المسمومة فات، ومعزور اسم أبيه والبراء هذا ممن صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبره بعد موته وكبر اربعا (6) قال السهيلى وفى الحديث دليل على أن النبى صلى الله عليه وسلم وكان يصلى بمكة الى بيت المقدس وهو قول ابن عباس، وقا لت طائفة، ما صلى إلى بيت المقدس إلا مذ قدم المدينة سبعة عشر شهرا أو ستة عشر شهرا، فعلى هذا يكون فى القبلة نسخان نسخ سنّة بسنة