كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

وأهل الحلقة ورثناها كابرًا عن كابر، قال فاعترض القول والبراء يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو الهيثم ابن التيهان حليف بنى عبد الأشهل فقال يا رسول الله ان بينا وبين الرجال حبالا وانا قاطعوها يعنى العهود، فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله ان ترجع الى قومك وتدعنا؟ قال فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال بل الدم الدم والهدم الهدم انا منكم وانتم منى أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اخرجوا الى منكم اثني عشر نقيبا يكونون على قومهم فأخرجوا منهم اثنى عشر نقيبا منهم تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس، وأما معبد بن كعب فحدثني فى حديثه عن أخيه عن أبيه كعب بن مالك قال كان أول من ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم البراء بن معرور ثم تتابع القوم، فلما بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صرخ الشيطان من رأس العقبة بأبعد صوت سمعته قط يا أهل الجباجب والجباجب المنازل هل لكم فى مذمّم. الصباة معه قد أجمعوا على حربكم، قال على يعنى ابن اسحاق ما يقول عدو الله محمد، ففال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا أزب العقبة هذا ابن ازيب اسمع أي عدو الله أما والله لا فرغن لك، ثم قال، رسول الله
__________
خفاف فلا: نرى لها شبها إلا النعام المنفرا) أى بأبدان خفاف فقوله مما يمنع أزرنا يحتمل الوجهين جميعا (1) بفتح الحاء المهملة وسكون اللام: قال فى اللسان قال ابن سيدة الحلقة اسم لجملة السلاح والدروع وما أشبهها (2) المراد بالرجال هنا اليهود (وقوله حبالا) كناية عما بين الحيين من العهود (3) قال فى اللسان بعد أن ساق الحديث يروى بسكون الدال وفتحها فالهدم بالتحريك القبر يعنى اقبر حيث تقبرون، وقيل هو المنزل أى منزلكم منزلى اى لا أفارقكم، والهدم بالسكون وبالفتح أيضا هو اهدار دم الفتيل يقال دماؤهم بينهم هدم أى مهدرة، والمعنى إن طلب دمكم فقد طلب دمى، وان هدر دمكم فقد هدر دمى لاستحكام الإلفة بيننا، ثم قال وهو قول معروف والعرب تقول دمى دمك وهدمى هدمك وذلك عند المعاهدة والنصرة، ثم قال وكان أبو عبيدة يقول الهدم الهدم والدم الدم أى حرمتى مع حرمتكم وبيتى مع بيتكم وأنشد (ثم الحقى بهدمى ولدمى) اهـ (4) أى عريفا للقوم والجمع نقباء والعريف شاهد القوم وضمينهم (واليك أسماء النقباء) وهم أبو أمامة أسعد بن زرارة هو عبد الله بن رواحة، وسعد بن الربيع، ورافع اين مالك بن العجلان، والبراء بن معرور. وسعد بن عبادة. وعبد الله. بن عمرو بن حرام والد جابر وكان إسلامه يومئذ. والمنذر بن عمرو. وعبادة بين الصامث وهؤلاء من الخزرج (ومن الأوس) أسيد بن حضير. وسعد بن خيثمة، ورفاعة بن عبد المنذر، وعد بعضهم بدل رفاعة أبا الهيثم بن التيهان ونقّب رسول الله صلى الله عليه وسلم على النقباء أسعد بن زرارة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم كفلاء عل قومكم ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم وأنا الكفيل على قومى، قالوا نعم فبايعوه ووعدهم الوفاء على الجنة (قال السهيلى) وروى عن الزهرى انه قال قال النبى عليه السلام للأوس والخزرج حين قدَّم عليهم النقباء لا يغضبن أحدكم فانى أفعل ما أومر وجبريل عليه السلام إلى جنبه يشير اليهم واحد بعد واحد (5) قال السهيلى يعنى منازل ِمنًى وأصله أن الأوعية من الأدم كالزنبيل ونحوه يسمى جبجبة فجعل الخيام والمنازل لأهلها كالأوعية (6) بفتح الهمزة والزاى وتشديد الموحدة (قال فى القاموس) الأزب من أسماء الشياطين ومنه حديث بن الزبير مختصرا انه وجد رجلا طوله شيران فأخذ السوط فأتاه فقال من أنت

الصفحة 274