كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

صلى الله عليه وسلم أرجعوا الى رحالكم، قال فقال له العباسي بن عبادة بن نضلة والذى بعثك بالحق لئن شئت لنميلن على أهل منى غدا بأسيافنا، قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أومر بذلك، قال فرجعنا فنمنا حتى أصبحنا فلما أصبحنا غدت علينا جلة قريش حتى جاءونا في منازلنا فقالوا يا معشر الخزرج انه قد بلغنا انکم قد جئتم الى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين أظهرنا وتبايعونه على حربنا، والله انه ما من العرب أحد أبغض الينا ان تنشب الحرب بيننا وبينه منكم، قال فانبعث من هنالك من مشركى قومنا يحلفون لهم بالله ما كان من هذا شئ وما علمناه، وقد صدقوا لم يعلموا ما كان منا، قال فبعضنا ينظر الى بعض، قال وقام القوم وفيهم الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي وعليه نعلان جديدان قال فقلت كلمة كأنى أريد أن أشرك القوم بها فيما قالوا: ما تستطيع يا أبا جابر وأنت سيد من ساداتنا أن تتخذ نعلين مثل نعلي هذا الفتى من قريش؟ فسمعهما الحرث فخلعهما ثم رمى بهما الى فقال والله لتنتعلنها: قال يقول أبو جابر أحفظت والله الفتى فاردد عليه نعليه، قال فقلت والله لا أردهما، قال والله صالح لئن صدق الفأل لاسلبنه فهذا حديث كعب بن مالك من العقبة وما حاضر منها (عن عامر) قال انطلق النبى صلى الله عليه وسلم ومعه العباس عمه الى السبعين من الأنصار عند العقبة تحت الشجرة فقال ليتكلم متكلمكم ولا يطل الخطبة فان عليكم من المشرکين عينا
__________
قال ازبَّ قال وما ازب؟ قال رجل من الجن فمهب (ص 275 PDF) السوط فوضعه فى راس أزب حتى باص (قلت) أى هرب واستتر وفاته) قال ومنه حديث العقبة هو شيطان اسمه أزب العقبة اهـ (1) يعنى وفى كفار قريش الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومى وكان يومئذ كافرا (قال الحافظ) فى الاصابة هو أبو عبد الرحمن القرشى المخزومى أخو أبى جهل وابن عم خالد بن الوليد وأمه فاطمة بنت الوليد بن المغيرة قال الزبير ثم شهد احدا مشركا حتى أسلم يوم فتح مكة ثم حسن اسلامه، قال وكان الحارث يضرب به المثل فى السؤدد: حتى قال الشاعر:
أظننت ان أباك حين تسبنى __________ فى المجد كان الحارث بن هشام
أولى قريش بالمكارم والندى __________ فى الجاهلية كان والاسلام
وكان الحارث يحمل فى قتال الكفار ويرتجز (انى بربى والنبى مؤمن، والبعث من بعد الممات موقن) أقبح بشخص للحياة موطن) قال الواقدى عند اهل العلم بالسير من اصحابنا أن الحارث ابن هشام ماتت فى طاعون عمواس، قال الزبير لم يترك الحارث الا ابنه عبد الرحمن فأتى به ويناجية بنت عتبة بن سهيل بن عمرو الى عمر فقال زوجرا الشريدة بالشريد عسى الله ان ينشر منهما فنشر الله منهما ولدا كثيرًا والله اعلم (2) جاء فى سيرة ابن هشام عن ابن اسحاق قال يقول ابو جايرمه احفظت والله الفتى فزاد لفظ مه وهو اسم فعل بمعنى اسكت او اكفف (وقوله احفظت والله الفتى) أى اغضبت من الحفيظة الغضب (3) أى لآخذن سلبه فى الحرب (قال فى النهاية) السلب ما يأخذه أحد القرنين فى الحرب من قرنه مما يكون عليه ومعه من سلاح وثياب ودابة وغيرها، وهو فعل بمعنى مفعول أى مغلوب (تخريجه) أورده ابن هشام فى السيرة عن ابن اسحاق ورجاله كلهم ثقات (4) (سنده) حدّثنا يحيى بن زكريا بن ابى زائدة حدثنى أنى عن عامر الخ (قلت) عامر هو ابن شراحيل الشعبى (غريبه) (5) أي جواسيس

الصفحة 275