كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)
يحرسون عليا يحسبونه النبى صلى الله عليه وسلم فلما أصبحوا ثاروا اليه فلما رأوه عليا رد الله مكرهم، فقالوا اين صاحبك هذا؟ قال لا أدرى، فاقتصوا أثره، فلما بلغوا الجبل خلط عليهم، فصعدوا فى الجبل فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت، فقالوا لو دخل ها هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه
__________
ما أصابهم، فقال لشيخ النجدى لا والله ما هذا لكم برأى، والله لئن حبستموه كما تقولون ليخرجن أمره من وراء هذا الباب الذى أغلقتم دونه إلى أصحابه فلأوشكوا أن يثبوا عليك فينتزعوه من أيديكم ثم يكاثروكم به حتى يغلبوكم على أمركم، ما هذا لكم برأى، فتشاوروا ثم قال قائل منهم نخرجه من بين أظهرنا فن فيه من بلادنا فاذا خرج عنا فوالله ما نبالى أين ذهب ولا حيث وقع إذا غاب عنا وفرغوا منه فأصلحنا أمرنا والفتنا كما كانت، قال الشيخ النجدى لا والله ما هذا لكم برأى، ألم تروا حسن حديثه وحلاوة منطقه وغلبته على قلوب الرجال بما يأتى به والله لو فعلتم ذلك ما أمنت أن يحل على حي من العرب فيغلب عليهم بذلك من قوله وحديثه حتى يتابعوه عليه ثم يسير بهم اليكم حتى يطأكم بهم فيأخذ أمركم من أيديكم ثم يفعل بكم ما أراد، أديروا فيه رأيا غير هذا، فقال أبو جهل ابن هشام والله أن لى فيه رأيًا ما أراكم وقعتم عليه بعد، قالوا وما هو يا أبا الحكم؟ قال أرى أن نأخذ من كل قبيلة فتى شابا جليدًا نسيبًا وسيطا فينا ثم نعطى كل فتى منهم سيفًا صارما ثم يعمدوا اليه فيضربوه بها ضربة رجل واحد سدد فيقتلوه فنستريح منه، فانهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه فى القبائل جميعها فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعًا فرضوا منا بالعقل فعقلناه لهم، قال يقول الشيخ النجدى القول ما قال الرجل هذا الرأى ولا أرى غيره، فتفرق القوم على ذلك وهم يجمعون، فأتى جبر بل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له لا تبت هذه الليلة على فراشك الذى كانت تبيت عليه قال فلما كانت عتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه حتى ينام فيثبورن عليه، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانهم قال لعلى ابن أبى طالب نم على فراشى وتسج ببردى هذا الحضرمى الأخضر فم فيه فانه لن يخلص اليك شئ تكرهه منهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام فى برده ذلك اذا نام (قال الحافظ ابن كثير) فى تاريخه وهذه القصة التى ذكرها ابن اسحاق قد رواها الوافدى بأسانيده عن عائشة وابن عباس وعلى وسراقة ابن مالك بن جعشم وغيرهم دخل حديث بعضهم فى بعض فذكر نحوه (قال ابن اسحق) فحدثنى يزيد بن أبى زياد عن ابن كعب القرظى قال لما اجتمعوا له وفيهم أبو جهل قال وهم على بابه إن محمدا يزعم أنكم تابعتموه على أمره كنتم ملوك العرب والعجم، ثم بعثتم من بعد موتكم فجعلت لكم جنات كجنات الأردن، وان لم تفعلوا كان فيكم ذبح ثم بعثتم بعد موتكم ثم جعلت لكم نار تحرقون فيها، قال فخرج رسولى الله صلى الله عليه وسلم فأخذ حفنة من تراب فى يده ثم قال نعم أنا أقول ذلك أنت احدهم واخذ الله على أبصارهم عنه فلا يرونه فجعل ينثر ذلك التراب على رءوسهم وهو يتلو هذه الآيات {يس والقرآن الحكيم، إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم} إلى قوله {وجعلنا من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا فاغشيناهم فهو لا يبصرون} ولم يبق منهم رجل الا وقد وضع على رأسه ترابا ثم انصرف الى حيث أراد أن يذهب، فأتاهم آت ممن لم يكن معهم فقال ما تنتظرون هنا؟ قالوا محمدًا، قال خيبكم الله قد والله خرج عليكم محمد ثم ما نزل منكم رجلا الا وقد وضع على رأسه ترابا ثم جعلوا يتطلعون فيرون عليا على الفراش متسجيا ببرد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون والله ان هذا لمحمد نائمًا عليه