كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

صلى الله عليه وسلم فاستأذن فأذن له فدخل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل لأبى بكر أخرج من عندك فقال أبو بكر انما هم أهلك بأبى أنت وأمى يا رسول الله، فقال النبى صلى الله عليه وسلم فانه قد أذن لى فى الخروج فقال أبو بكر فالصحابة بأبى أنت يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم فقال أبو بكر فخذ بأبى أنت يا رسول الله إحدى راحلتى هاتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثمن قالت فجهزنا هما أحب الجهاز وصنعنا لهما سفرة فى جراب فقطعت اسماء بنت أبى بكر من نطاقها فأوكت الجراب فلذلك كانت تسمى ذات النطاقين ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر بغار فى جبل يقال له ثور فمكثا فيه ثلاث ليال
__________
أمر حدث (1) يريد عائشة وأختها أسماء (2) معناه اذن الله لى بالهجرة الى المدينة (3) أى أريد مصاحبتك (4) أى لك الصحية التى تطلبها (5) أى لا آخذ إلا بالثمن، وعند الواقدى ان الثمن كان ثمانمائة وان الراحلة هى القصوى وانها كانت من بنى قشير، وعند ابن اسحاق أنها الجدعاء (6) أى زادا فى (جراب) بكسر الجيم، وعن الواقدى انه كان فى السفرة شاة مطبوخة (7) أى قطعت قطعة من نطاقها بكسر النون ما يشد به الوسط وربطت بها على فم الجراب (8) جاء فى صحيح البخارى فبذلك كنيت ذات النطاق، والمحفوظ انها شقت نطاقها نصفين فشدت بأحدهما الزاد وشدت قم القربة بالآخر فسميت ذات النطاقين (9) قال فى المصباح الغار ما ينحت فى الجبل شبه المغارة فاذا اتسع قيل كهف والجمع غير ان مثل مار ونيران والغار الذى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعبد فيه فى جبل حراء والغار الذى أوى اليه ومعه ابو بكر فى جبل ثور وهو مطل على مكة (10) بالمثلثة المفتوحة وكان خروجهما من مكة يوم الخميس (11) يعنى وخرجا منها يوم الاثنين زاد البخارى (يبيت فى الغار) يعنى عندهما (عبد الله بن أبى بكر وهو غلام شاب ثقف) بفتح المثلثة وكسر القاف أى حاذق (لقن) أى سريع الفهم (فيدلج) بضم الياء وسكون الدال اى يخرج (من عندهما بسحر فيصبح مع قريش بمكة كباثت فلا يسمع امرا يكتادان به) بضم التحتية وفوقية بعد الكاف اى يطلب لهما ما فيه المكروه (الا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام، ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى ابى بكر منحة) بكسر الميم وسكون النون وفتح المهملة شاة تحلب اناءا بالغداة واناءا بالعشى (من غنم) كانت لأبى بكر رضي الله عنه (فيريحها) اى الشاة أو الغنم (عليهما حين تذهب ساعة من العشاء) يعنى كل ليلة فيحلبان ويشربان (فيبيتان فى رسل) بكسر الراء بعدها مهملة ساكنة اللبن الطرى (وهو لبن منحتهما ورضيفهما) بفتح الراء وكسر المعجمة بوزن رغيف اى اللبن المرضوف التى وضعت فيه الحجارة المحماة بالشمس أو النار لينعقد وتزول رخاوته (حتى ينعق بها عامر بن فهيرة) ينعق بكسر العين المهملة اى يصيح بغنمه والنعيق صوت الراعى إذا زجر الغنم (بغلس) الغلس ظلمة آخر الليل اذا اختلطت بضوء الصباح، ووقع فى حديث ابن عباس عند ابن عائذ فى هذه القصة ثم يسرح عامر بن فهيرة فيصبح فى رعيان الناس كبائت فلا يفطن به، وفى رواية موسى بن عقبة عن ابن شهاب وكان عامر أمينا مؤتمنا حسن الاسلام (يفعل ذلك فى كل ليلة من تلك الليالى واستأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رجلا من بنى الديل) بكسر الدال وسكون التحتانية (من بنى عبد بن عدى هاديا حزينا) بكسر المعجمة وتشديد الراء بعدها تحتانية ساكنة ثم

الصفحة 281