كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)
ولكني قد أردت أن أسكن الشيخ بذلك (عن أنس) أن أبا بكر حدثه قال قلت للنبى صلى الله عليه وآله وسلم وهو فى الغار وقال مرة ونحن فى الغار لو ان احدهم نظر الى قدميه لأبصرنا تحت قدميه، قال فقال يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما
__________
ابن أريقط اهـ (قلت). اما قصته صلى الله عليه وسلم مع ام معبد الى اشار اليها ابن اسحاق فسأذكرها هنا اتماما للفائدة فأقول، تقدم فى حديث البخارى ان عبد الله بن اريقط (يعنى الدليل) اخذ بهما طريق الساحل (يعنى بعدد خروجها من الغار) قال فى المواهب اللدنية وكان معهما ايضا عامر بن فهيرة مولى ابى بكر فمروا بقديد على ام معبد عاتكة بفت خالد الخزاعية فطلبوا لبنا او لحما يشترونه منها فلم يجدوا عندها شيئا فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى شاة فى كسر الخيمة خلفها (بفتح اللام المشددة) الجهد (بفتح الجيم) عن الغنم فسالها هل بها من لبن؟ فقالت هى اجهد من ذلك، فقال أتأذنين لى أن احلبها؟ فقالت نعم بابى انت وامى ان رايت بها حلبا (بفتح اللام) فاحلبها (بضم اللام) فدعا بالشاة فاعتقلها ومسح ضرعها فدرت ودعا باناء يشبع الجماعة فحلب فيه وسقى القوم حتى رووا ثم شرب آخرهم، ثم حلب فيه مرة اخرى عللا بعد نهل ثم غادره عندها وذهبوا: فما لبث حتى جاء زوجها ابو معبد يسوق اعنزا عجافا، فلما راى اللبن عجب وقال ما هذا يا ام معبد؟ قالت انه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا، فقال صفيه فوصفته بأحسن الأوصاف، فقال هذا والله صاحب قريش لو رأيته لاتبعته، وبقيت هذه الشاة الى خلافة عمر ابن الخطاب تحلب صباحا ومساءًا: ثم تعرض له سراقة بن مالك المدلجى (قلت) ستأتى قصته صلى الله عليه وسلم مع سراقة فى الباب التالى والله الموفق (قال عبد الله بن وهب) بلغنى ان ابا معبد اسلم وهاجر الى النبى صلى الله عليه وسلم وهكذا روى الحافظ ابو نعيم من طريق عبد الملك بن وهب المذحجى فذكر مثله سواء وزاد فى اخرى قال عبد الملك بلغنى أن أم معبد هاجرت وأسلمت ولحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم والله أعلم (1) (سنده) حدّثنا عفان قال حدثنا همام قال أخبرنا ثابت عن أنس (يعنى ابن مالك) أن أبا بكر حدثه الخ (غريبه) (2) أى معاونهما وناصرهما وإلا فهو مع كل اثنين بعلمه كما قال تعالى {ما يكون من نحوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم الآية} (تخريجه) أخرجه البخارى ومسلم فى صحيحيهما من حديث همام به (وقد ذكر بعض أهل السير) ان أبا بكر لما قال ذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم لو جاءونا من ها هنا لذهبنا من هذا فنظر الصديق إلى الغار وقد انفرج من الجانب الآخر وإذا البحر قد اتصل به وسفينة مشدودة إلى جانبه، وهذا ليس بمنكر من حيث القدرة الظيمة ولكن لم يرد ذلك باسناد قوى ولا ضعيف ولسنا نثبت شيئًا من تلقاء أنفسنا ولكن ما صح أو حسن سنده قلنا به والله أعلم (قال الحافظ ابن كثير فى تاريخه) روى الحافظ ابن عساكر من طريق يحيى بن محمد ابن مساعد حدثنا عمرو بن على ثنا عون بن عمرو القيسى ويلقب عوين حدثنى أبو مصعب المكى قال أدركت زيد بن أرقم والمغيرة بن شعبه وأنس بن مالك يذكرون أن النبى صلى الله عليه وسلم ليلة الغار أمر الله شجرة فخرجت فى وجه النبى صلى الله عليه وسلم تستره، وأن الله بعث العنكبوت فنسجت ما بينهما فسترت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر الله حمامتين وحشيتين فأبلتا يدفان حتى وقفتا بين العنكبوت وبين الشجرة وأقبلت فتيان قريش من كل بطن منهم رجل: معهم عصيهم وقسيهم وهراواتهم حتى اذا كانوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قدر مائتى ذراع قال الدليل وهو سراقة بن مالك بن جشم المدلجي هذا