كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)
قبض فلم أر يومين مشبها بهما (عن جبير بن نفير) عن أبى أيوب الانصارى قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة اقترعت الأنصار ايهم يأوى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرعهم أبو أيوب فآوى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان اذا اهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طعام اهدى لأبى ايوب قال فدخل ابو ايوب يوما فاذا قصعة فيها بصل فقال ما هذا؟ فقالوا ارسل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاطلع ابو ايوب الى النبى صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما منعك من هذه القصعة قال رأيت فيها
__________
هي التي لم تبن من والديها ولم تزوج وقد أدركت وشبت وتجمع على العتّق والعواتق (1) معناه لم ير يومًا يشبه فى الفرح والسرور يوم دخوله المدينة ولم ير يوما يشبه فى الحزن والغم يوم وفاته صلى الله عليه وسلم (تخريجه) (هق ك) وبعضه فى الصحيحين من حديث البزار ورجاله ثقات وسنده صحيح، وروى البيهقى فى الدلائل بسنده عن بن عائشة قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة جعل النساء والصبيان وربات الخدور يقلن:
طلع البدر علينا __________ من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا __________ ما دعا لله داع
وزاد رزين __________ أيها المبعوث فينا __________ جئت بالأمر المطاع
ورواه أيضًا أبو بكر الطبرى فى كتاب الشمائل له عن ابن عائشة أيضًا، وذكره الطبرى فى الرياض عن ابن الفضل الجمحى قال سمعت ابن عائشة يقول أراه (بضم الهمزة أى أظنه) عن أبيه فذكره وقال خرجه الحلوانى (بضم المهملة وسكون اللام) على شرط الشيخين اهـ كذا فى المواهب اللدنية قال شارحه الزرقانى وفيه معمر فالشيخان لم يخرجا لابن عائشة فلا يكون على شرطهما ولو صح الإسناد إليه اهـ (قلت) والثنيات جمع ثنية وهى فى الأصل ما ارتفع من الأرض، وقيل الطريق فى الجبل، والظاهر أنهم كاوا يسمون كل ثنية من أى جهة يصل إليها المشيعون بثنية الوداع لأن الحاضر من المدينة كان يشيع إليه ويودع عنده قديمًا والله أعلم (وفى المواهب المدنية أيضًا) قال وفى شرف المصطفي) اسم كتاب لأبى سعد النيسابوري) وأخرجه البيهقى (قال الرزرقانى وشيخه الحاكم) عن أنس لما بركت الناقة على باب أبى أيوب خرج جوار من بنى النجار (قال الزرقانى زاد الحاكم يضربن) بالدفوف ويقلن.
نحن جوار من بنى النجار __________ يا حبذا محمد من جار
فقال صلى الله عليه وسلم أتحببنني؟ قال نعم يا رسول الله، وفى رواية الطبرانى فى الصغير، فقال عليه السلام الله يعلم أن قلبى يحبكم قال شارحه الزرقانى بالميم يا معشر الأنصار الذين انتن منهن أو الميم للتعظيم كقوله {وإن شئت حرمت النساء سواكم} وفى رواية فقال والله وأنا أحبكن قالها ثلاث مرات فلعله قال الجميع أو ذا لبعض أهـ (2) (سنده) حدّثنا زكريا بن هدى أنا بقية عن بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن خبير بن نفير عن أبى أيوب الخ (غريبة) (3) بفتح ألياء التحتية وكسر الواو من باب ضرب أى يسكنه فى مسكنه (4) أى فجاءت القرعة لأبى أيوب الأنصارى (5) روى عن زيه بن ثابت أنه قال أول هدية أهديت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزل دار أبى أيوب أنا جئت بها قصعة فيها خبز مثرود ببلن وسمن فقلت أرسلت بهذه القصعة أمى فقال بارك الله فيك ودعا أصحابه فأكلوا ثم جاءت قصعة سعد بن عمارة أريد وعراق لحم، وما كانت من ليلة إلا وعلى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم الثلاث