كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

قال سفيان لم تزل قرنا الكبش فى البيت حتى احترق البيت فاحترقا (باب ما جاء فى صفته وميلاد اسحاق ووفاة سارة ثم وفاته) (وذكر أولاده عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام) (عن ابن عباس) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت عيسى بن مريم وموسى وابراهيم (2) فاما عيسى فأحمر جعد (3) عريض الصدر، وأما موسى فإنه جسيم، قالوا له فابراهيم؟ قال انظروا الى صاحبكم يعنى نفسه (4) (وعنه أيضا) (5) قال قال النبى صلى الله عليه وسلم ونظرت الى ابراهيم فلا أنظر الى إرب من آرابه الا نظرت اليه منى كأنه صاحبكم
__________ __________
(باب) (1) (سنده) حدثنا اسود بن عامر حدثنا اسرائيل عن عثمان يعنى ابن المغيرة عن مجاهد عن ابن عباس الخ (غريبه) (2) كان ذلك ليلة الاسراء (3) بفتح الجيم وسكون العين المهملة قال العلماء المراد بالجعد هنا جعودة الجسم وهو اجتماعه واكتنازه ليس المرد جعودة الشعر (4) معناه انه يشبه النبى صلى الله عليه وسلم (تخريجه) (ق، وغيرهما) (5) (وعنه أيضا) هذا طرف من حديث طويل سيأتى بطوله وسنده وشرحه فى باب الاسراء من كتاب السيرة النبوية إن شاء الله تعالى (والإرب) بكسر الهمزة وسكون الراء العضو (وفى الباب) عند الامام احمد ايضا عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال عرض علّى الأنبياء الحديث تقدم بطوله وسنده وشرحه فى باب خلق الملائكة فى هذا الجزء ص 17 رقم 52 (فصل فى ذكر ميلاد اسحاق عليه السلام) جاء ذكر اسحاق والبشارة بمولده فى غير موضع من كتاب الله عز وجل (قال الحافظ ابن كثير) وقد كانت البشارة من الملائكة لابراهيم وسارّة لما مروا بهم مجتازين ذاهبين الى مدائن لوط ليدمروها عليهم لكفرهم وفجورهم قال تعالى (ولقد جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث ان جاء بعجل حنيذ: الى قوله: حميد مجيد) وقال تعالى (ونبئهم عن ضيف ابراهيم اذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال انما منكم وجلونا الى قوله: ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون) وقال عز من قائل (هل أتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمين: الى قوله: انه هو الحكيم العليم) يذكر تعالى ان الملائكة قالوا وكانوا ثلاثة جبريل وميكائيل واسرافيل لما وردوا على الخليل حسِبهم اضيافا فعاملهم معاملة الضيوف، شوى لهم عجلا سمينا من خيار بقره فلما قربه اليهم وعرضه عليهم لم يرل هم همة إلى الأكل بالكلية، وذلك لأن الملائكة ليس فيهم قوة الحاجة الى الطعام (فنكرهم) ابراهيم (وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف أنا أرسلنا الى قوم لوط) أى لندمر عليهم فاستبشرت عند ذلك سارّة غضبا لله عليهم (وامرأته قائمة) على رءوس الأضياف كما جرت به عادة الناس من العرب وغيرهم (فضحكت) فلما ضحكت استبشارا لذلك قال الله تعالى (فبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب) أى بشرتها الملائكة بذلك، وقال فى آية أخرى (فأقبلت امرأته فى صرة) أى فى صرخة (فصكت وجهها) أى كما يفعل النساء عند التعجب (قالت يا ويلتنا أألد وأنا عجوز) أى كيف يلد مثلى وأنا كبيرة وعقيم أيضا (وهذا بعلى) أى زوجى (شيخا) تعجبت من وجود ولد والحالة هذه ولهذا قالت (أن هذا لشئ عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد) وكذلك تعجب أبراهيم عليه السلام استبشارا بهذه البشارة، وكان سن ابراهيم مائة وعشرين سنة فى قول ابن اسحاق، وقال مجاهد مائة سنة، وكانت سارة ابنة تسعين سنه فى قول ابن اسحاق، وقال مجاهد تسعا وتسعين وكان بين البشارة والولادة سنة، وفى آية أخرى (قال أبشرتمونى على ان مسنى الكبر فيم تبشرون؟ قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من

الصفحة 59