كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

وقال: والشمس تطلع كل آخر ليلة __________ حمراء يصبح لونها يتورد
تأتى فما تطلع لنا فى رسلها __________ الا معذبة والا تجلد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق (باب ما ورد فى خلق الجنة والنار وأنهما موجودتان الآن) (عن عائشة أم المؤمنين) (1) رضى الله عنها قالت دعى النبي صلى الله عليه وسلم الى جنازة غلام من الأنصار فقلت يا رسول الله طوبى لهذا: عصفور من عصافير الجنة لم يدرك الشر ولم يعلمه: قال أو غير ذلك يا عائشة؟ (2) ان الله عز وجل خلق الجنة أهلا، خلقها لهم وهم فى أصلاب أبائهم، وخلق للنار أهلا، خلقها لهم وهم فى أصلاب أبائهم (3) (عن جابر) (4) قال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفوفنا في صلاة الظهر أو العصر فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتناول شيئا ثم تأخر فتأخر الناس، فلما قضى الصلاة قال أبى بن كعب شيئا صنعته فى الصلاة لم تكن تصنعه؟ قال عرضت على الجنة بما فيها من الزهرة والنضرة فتناولت منها قطفا (5) من عنب لآتيكم به فحيل بينى وبينه، ولو أتيتكم به لآكل منه من بين السماء والأرض لا ينقصونه شيئا: ثم عرضت على النار فبما وجدت سفعها (6) تأخرت عنها، وأكثر من رأيت فيها النساء اللاتي ان ائتمن أفشين (7) وان يسألن بخلن وان يسألن ألحقن (8) قال حسين (9) وإن
__________
ذكرته هنا لمناسبة ذكر حملة العرش (باب) (1) (سنده) حدثنا دكيع قال حدثني طلحة بن يحيى بن طلحة ابن عبيد الله عن عمته عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين الخ (غريبة) (2) معناه أو لا تعلمين غير ذلك يا عائشة؟ وفى رواية لمسلم أو لا تدرين ان الله خلق الجنة وخلق النار: فخلق لهذه أهلا ولهذه أهلا (3) (قال النووي) أجمع من يعتد به من علماء المسلمين على ان من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة لأنه ليس مكلفا، وتوقف فيه بعض من لا يعتد به كحديث عائشة هذا، وأجاب العلماء بانه لعله نهاها عن المسارعة الى القطع من غير أن يكون عندها دليل قاطع، كما انكر على سعد بن أبى وقاص فى قوله أعطه انى لأراه مؤمنا قال أو مسلما الحديث: ويحتمل انه صلى الله عليه وسلم قال هذا قبل أن يعلم أن أطفال المسلمين فى الجنة، فلما علم ذلك قال صلى الله عليه وسلم (ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته اياهم) وغير ذلك من الأحاديث والله أعلم (تخريجه) (م د نس جه) (4) (سنده) حدثنا زكريا انبأنا عبيد الله وحسين بن محمد قالا حدثنا عبيد الله عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر (يعنى ابن عبد الله) الخ (غريبة) (5) القطف بكسر القاف العنقود من العنب ونحوه وهو اسم لكل ما يقطع كالذبح والطحن بكسر الذال المعجمة والطاء المهملة فيهما اسم لكل ما يذبح أو يطحن، ويجمع على قطاف وقطوف (6) بفتح العين وسكون الفاء سفع النار علامة تغير اللون الى السواد يقال سعفت الشئ إذا جعلت عليه علامة، والمراد انه صلى الله عليه وسلم خشى سفعها لو أصابته (7) معناه ان النساء لا يكتمن السر بل يفشينه وهذا باعتبار الغالب منهن، وإلا فقد بوجد منهن من تكتم السر ولا تفشيه وهذا قليل (8) بفتح الحاء المهملة وسكون الفاء يقال الحف فى المسألة يلحف الحافا اذا الح فيها ولزمها وبالغ فيها (9) حسين هو ابن محمد احمد الراويين اللذين روى عنهما الامام احمد هذا الحديث زاد فى روايته جملة وإن

الصفحة 6