كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

__________
__________
يوسف وأمه ثلث الحسن، قال والظاهر انه وهم والله اعلم (قلت) وأورده الحافظ السيوطى فى الجامع الصغير بلفظ (أعطى يوسف شطر الحسن) وعزاه لابن ابى شيبة والامام احمد وابى يعلى والحاكم ورمز له بعلامة الصحيح
(باب ذكر نبى الله شعيب عليه السلام ورسالته الى أهل مدين)
لم يأت فى مسند الامام أحمد ذكر لنبى الله شعيب عليه السلام وقد جاء ذكر رسالته الى أهل مدين فى غير موضع من كتاب الله عز وجل، فقد جاء فى سورة الأعراف بعد قصة قوم لوط ثمان آيات فى ذلك من قوله عز وجل (والى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إلاه غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس اشياءهم، ولا تفسدوا فى الأرض بعد اصلاحها ذلكم خير لكم ان كنتم مؤمنين، ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن وتبغونها عوجا، وأذكروا اذ كنتم قليلا فكثركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين) الى قوله تعالى (فتولى عنهم وقال يا قوم لقد ابلغتكم رسالات ربى ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين) وجاء فى سورة هود بعد قصة لوط أيضا أثنتا عشرة آية من قوله تعالى (والى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من الاه غيره ولا تنقصو المكيال والميزان انى أراكم بخير وانى أخاف عليكم عذاب يوم محبط- الى قوله تعالى- كأن لم يغنوا فيها الا بعدا لمدين كما بعدت ثمود) وقال تعالى فى سورة الحجر بعد قصة قوم لوط أيضا (وان كان أصحاب الأيكة لظالمين فانتقمنا منهم وانهما لبإمام مبين) وجاء فى سورة الشعراء بعد قصة لوط أيضا ست عشرة آية من قوله تعالى (كذب أصحاب الأيكة المرسلين اذ قال لهم شعيب الا تتقون) الى قوله تعالى (فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة انه كان عذاب يوم عظيم ان فى ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وان ربك لهو العزيز الرحيم) قال الحافظ ابن كثير فى تاريخه كان أهل مدين قوما عربا يسكنون مدينتهم مدين التى هى قرية من أرض معان من أطراف الشام مما يلى ناحية الحجاز قريبا من بحيرة قوم لوط وكانوا بعدهم بمدة قريبة، ومدين قبيلة عرفت بهم، وهو من بنى مدين بن مديان بن ابراهيم الخليل وشعيب نبيهم هو ابن ميكيل بن يشجن ذكره ابن اسحاق، قال ويقال له بالسريانية بنزون وفى هذا انظر، ويقال شعيب بن يشخر بن لاوى ابن يعقوب، ويقال شعيب بن نويب بن عيفا بن مدين بن ابراهيم، ويقال شعيب بن ضيفور بن عيفا ابن ثابت بن مدين بن ابراهيم وقيل غير ذلك فى نسبه (قال ابن عساكر) ويقال جدته ويقال أمه بنت لوط، وكان ممكن آمن بابراهيم وهاجر معه ودخل معه دمشق، وعن وهب بن منبه أنه قال شعيب وملغم من آمن بابراهيم يوم أحرق بالنار (قلت عبارة الطبرى وانما هو من ولد بعض من آمن بابراهيم اه) قال وهاجرا معه الى الشام فزوجهما بنتى لوط عليه السلام، ذكره ابن قتيبة وفى هذا كله نظر أيضا والله أعلم، وفى حديث أبى ذر الذى فى صحيح ابن حبان فى ذكر الأنبياء والرسل (أربعة من العرب هود وصالح وشعيب ونبيك يا أبا ذر) وكان بعض السلف يمسى شعيبا خطيب الأنبياء يعنى لفصاحته وعلو عبارته وبلاغته فى دعاية قومه الى الايمان برسالته، وقد روى اسحاق بن بشر عن جرير ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أذا ذكر شعيبا قال (ذاك خطيب الأنبياء) وكان أهل مدين كفارا يقطعون السبيل ويخيفون المارة ويعبدون الأيكة وهى شجرة من الأيك حولها غيضة ملتفة بها، وكانوا من أسوء الناس معاملة يبخسون المكيال والميزان ويطفقون فيها يأخذون بالزائد ويدفعون بالناقص فبعث الله فيهم رجلا منهم وهو رسول الله شعيب

الصفحة 76