كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

أتدرون ما هذا تحتكم؟ قلنا الله ورسوله أعلم، قال أرض (1) أتدرون ما تحتها؟ قلنا الله ورسوله أعلم، قال أرض أخرى، أتدرون كم بينها وبينها، قال الله ورسوله أعلم، قال مسيرة خمسمائة عام حتى عد سبع أرض (2) ثم قال وأيم الله لودليتم أحدكم بحب الى الارض السفلى السابعة لهبط (3) ثم قرأ هو الأول والآخر والظاهر (4) والباطن وهو بكل شئ عليم (عن أبى هريرة) (5) قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدى فقال خلق الله التربة (6) يوم السبت، وخلق الجبال فيها يوم الأحد، وخلق الشجر فيها يوم الاثنين، وخلق المكروه (7) يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الاربعاء، وبث فيها الدواب (8) يوم الخميس، وخلق آدم عليه السلام بعد العصر يوم الجمعة آخر الخلق
__________
مسيرة خمسمائة عام (1) يعنى الأرض العليا (2) يعنى بين كل أرض والتى تحتها مسيرة خمسمائة عام (3) جاء عند الترمذى لهبط على الله (4) أى بالأدلة عليه (والباطن) أى عن ادراك الحواس (وهو بكل شئ عليم) أى بالغ فى كمال العلم به محيط علمه بجوانبه (تخريجه) (مذ بز) وابن أبى حاتم (قال الحافظ) ابن كثير فى تفسيره ورواه ابن جرير عن بشر عن يزيد عن سعيد عن قتادة هو الأول والآخر والظاهر والباطن، ذكر لنا ان النبى صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس فى أصحابه إذ مر عليهم سحاب فقال هل تدرون ما هذا وذكر الحديث مثل سياق الترمذى والامام احمد سواء إلا انه مرسل من هذا الوجه، ولعل هذا هو المحفوظ اهـ (قلت) وقال الترمذى بعد ذكر الحديث هذا حديث غريب من هذا الوجه ويروى عن أبوب ويونس ابن عبيد وعلي بن زيد، قالوا لم يسمع الحسن من أبى هريرة: وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقالوا انما هبط على علم الله وقدرته وسلطانه، وعلم الله وقدرته وسلطانه فى كل مكان وهو على العرش كما وصف فى كتابه انتهي والله أعلم (5) (سنده) حدثنا حجاج قال ابن جريج قال أخبرنى اسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع مولى لأم سلمة عن أبى هريرة الخ (غريبه) (6) يعنى الارض (وقوله يوم السبت) فيه رد زعم إليهود انه ابتدأ فى خلق العالم يوم الاحد وفرغ يوم الجمعة واستراح السبت، قالوا ونحن نستريح فيه كما استراح الرب، وهذا من جملة غباوتهم وجهلهم إذا التعب لا يتصور إلا على حادث قال تعالى (انما أمرنا لشئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون) (7) فسر العلماء المكروه بالشر وهو الظاهر الملائم للسياق بقرينه قوله بعده (وخلق النور يوم الأربعاء) والنور خير، ذكره ابن الاثير وانما سمى الشر مكروها لأنه ضد المحبوب (8) من البث وهو تفرقة آحاد متكثرة فى جهات مختلفة (تخريجه) (م نس) وأورده الحافظ ابن كثير فى تفسيره وعزاه لمسلم والنسائى أيضا من حديث ابن جريج ثم قال وهو من غرائب الصحيح، وأورده أيضا فى تاريخه البداية والنهاية ثم قال اختلف فيه علي ابن جريج قال وقد تكلم فى هذا الحديث علي بن المدبى والبخارى والبيهقى وغيرهم من الحفاظ، قال البخارى فى التاريخ وقال بعضهم عن كعب وهو أصح يعنى ان هذا الحديث مما سمعه أبو هريرة وتلقاه عن كعب الأحبار فانهما كانا يصطحبان ويتجالسان للحديث فهذا يحدثه عن صحفه وهذا يحدثه بما يصدقه عن النبى صلى الله عليه وسلم فكان هذا الحديث مما تلقاه ابو هريرة عن كعب عن صحفه فوهم بعض الرواة فجعله مرفوعا الى النبى صلى الله عليه وسلم وأكد رفعه بقوله أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدى، ثم فى متنه غرابة شديدة، فمن ذلك انه ليس فيه ذكر خلق السموات وفيه ذكر خلق الأرض وما فيها فى سبعة أيام، وهذا خلاف القران لأن الأرض

الصفحة 8