كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

وكان قد عذب عذابا شديدا في الله (1) فقال عمر رضي الله عنه فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت الست نبي الله؟ قال بلي، قلت السنا علي الحق وعدو ناعلي الباطل؟ قال بلي، قلت فلم نعطي الدنية (2) في ديننا اذاً؟ قال اني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري (3) قلت او لست كنت تحدثنا أنا ستأتي البيت فنطوف به؟ قال بلي، قال أفأخبر تك أنك تأتيه العام؟ قلت لا، قال فانك آتيه ومتطوف به، قال فأتيت أبا بكر رضي الله عنه فقلت يا أبا بكر اليس هذا نبي الله حقا؟ قال بلي، قلت السنا علي الحق وعدونا علي الباطل؟ قال بلي، قلت فلم نعطي الدنية في ديننا اذا؟ قال أيها الرجل إنه رسول الله وليس يعصي ربه عز وجل وهو ناصره فاستمسك وقال يحيي بن سعيد بغرزه (4) وقال تطوق بغرزه حتي تموت، فو الله إنه لعلي الحق، قلت أو ليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال بلي، قال فأخبرك أنه يأتيه العام؟ قلت لا، قال فانك آتيه ومتطوف به (قال الزهري) قال عمر فعملت لذلك أعمالا (5) قال فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لاصحابه قوموا فانحروا ثم احلقوا، قال فو الله ما قام منهم رجل حتي قال ذلك ثلاث مرات (6) فلما لم يقم منهم أحد قام فدخل علي أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة يا رسول الله أتحب ذلك؟ أخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتي تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك، فقام فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتي فعل ذلك نحر هديه ودعا حالقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا (7) وجعل بعضهم يحلق بعضا حتي كاد بعضهم يقتل بعضا غما (8) ثم جاءه نسوة مؤمنات فأنزل الله عز وجل (يا أيها الذين أمنوا اذ جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن (9) حتي بلغ بعصم الكوافر) قال فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك فتزوج احداهما معاوية بن أبي سفيان والأخرى
__________
ابن عمرو ولم يعتد النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله ورد أبو جندل إلي قومه لأن ما عليه المعول هو قول سهيل (1) سيأتي في الطريق الثانية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له يأبا جندل اصبر واحتسب فان الله عز وجل جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا الخ (2) هي بفتح الدال المهملة وكسر النون وتشديد الياء أي النقيصة والحالة الناقصة (3) ظاهر في أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يفعل شيئا من ذلك الا بوحي من الله عز وجل (4) الغرز للابل كالركاب للفرس يريد بذلك التمسك بأمره كما يتمسك بغرز الراكب حال سيره (5) يشير إلي التوقف الذي صدر منه، والمراد بالأعمال ما ورد تفسيرها عنه في بعض الروايات فقد كان يقول ما زلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق خوفا من الذي صنعت يومئذ، مع أن الذي صنعه لم يكن شكا منه في الدين معاذ الله تعالي: بل ليقف علي الحكمة وتنكشف له الشبهة وللحث علي إذلال أهل الضلال كما عرف من صلابته وقوله في نصرة الدين (6) توقفهم عن إجابة أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجاء نزول الوحي بإبطال الصلح أو لما أدهشهم من صورة الحال فاستغرقوا في الفكر لما لحقهم من الذل عند أنفسهم مع ظهور قوتهم واقتدارهم في اعتقادهم علي بلوغ مقصدهم وقضاء نسكهم بالغلبة والقهر (7) أي لأنه لم يبق بعد ذلك غاية تنتظر، وفيه دلالة علي وفور عقل أم سلمة وشدة حزمها رضي الله عنها (8) أي من شدة الازدحام غما علي عدم المبادرة إلي الامتثال (9) أي فاختبروهن بما يغلب على ظنكم

الصفحة 100