كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

عز وجل فأشتكي أبو بكر، قالت فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اللهم حبب الينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، وصححها وبارك لنا في مدها (1) وصاعها وانقل حماها فاجعلها في الجحفة (2) (وعن عروة عنها أيضا) (3) قالت لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة اشتكي اصحابه واشتكي أبو بكر وعامر بن فهيرة مولي أبي بكر وبلال فاستأذنت عائشة النبي - صلى الله عليه وسلم - في عيادتهم فاذن لها، فقالت لأبي بكر كيف نجدك (4)؟ فقال
كل امرأي ومصبح في أهله ... والموت أدني من شراك نعله
وسألت عامر افقال ... أني وجدت الموت قبل ذوقه (5) ... ان الجبان (6) حتفه من ... فوق
وسألت بلالا فقال ... ياليت شعري هل ابيتن ... ليلة ... بفج (7) وحولي إدخر وجليل
فاتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فاخبرته بقولهم، فنظر الي السماء فقال اللهم حبب الينا المدينة كما حببت الينا مكة أو أشد واللهم بارك لنا في صاعها وفي مدها وانقل وباءها الي مهيعة (8) وهي الجحفة كما زعموا
__________
حدثني هشام بن عروة وعمرو بن عبد الله بن عروة بن الزبير عن عائشة قالت لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة قدمها وهي أويأ ارض الله من الحمي فاصاب أصحابه منها بلاء وسقم وصرف الله ذلك عن نبيه قالت فكان أبو بكر وعامر بن فهيرة وبلال موليا أبي بكر في بيت واحد فاصابتهم الحمي عليهم أعودهم وذلك قبل أن يضرب علينا الحجاب (يعني بعد أن أستأذنت النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في حديث الباب) فذكر نحو الحديث الآتي (1) الضمير يعود الي المدينة والمد بضم الميم وتشديد المهملة وهو في الأصل ربع الصاع وقيل أصل المد مقدر بأن يمد الرجل يديه فيملأ كفيه طعاما، والصاع أربعة امداد والمراد البركة في المكيل وقد أجبيت الدعوة ووهب لمكيلهم بركة محسوسة عند من كان بها من الثاوين (2) بضم الجيم وسكون الحاء المهملة تقدم الكلام عليها مستوفي في باب مواقيت الاحرام من كتاب الحج في الجزء الحادي عشر صحيفة 105 رقم 71 وخصها لانها كانت اذ ذاك دار شرك ليشتغل أهلها بها عن معونة أهل الكفران والطغيان فكانت اكثر البلاد حمي، فلم يشرب أحد من مائها الا حم (تخريجه) (ق. وغيرهما) (3) (سنده) حدثنا يونس ثنا ليث عن يزيد يعني ابن أبي حبيب عن أبي بكر ابن اسحاق بن يسار عن عبد الله بن عروة عن عائشة الخ (غريبه) (4) أي كيف تجد نفسك؟ فقال كل امريء مصبح بفتح الموحدة المشددة (في أهله والموت أدني) أي أقرب (من شراك نعله) بكسر الشين المعجمة سيورها التي علي، وجهها، والمعني أن المرء يصاب بالموت صباحا اويقال له صبحك الله بالخير وقد يفجؤه الموت بقية نهار (5) يشير الي شدة الحمي كأنها الموت والحال أنه لم يمت (6) الجبان هو الذي لايقدم علي القتال خوفا من الموت ولكن لابد له من الموت وان كان من غير قتل ولا ضرب وهذا معني قوله (حتفه من فوقه) يعني أن الموت ينتظره وإن كان من غير قتل ولا ضرب (7) الفج هوالطريق الواسع وقد جاء في رواية للبخاري (بواد) بدل فج، وهو وادي مكة (وحولي إذخر) بكسر الهمزة وسكون الذال وكسر الخاء المعجمتين حشيش مكة ذو الرائحة الطيبة (وجليل) نبت ضعيف محشي به خصاص البيوت وهو للثمام (8). بوزن ميمنة وميسرة فسرها في الحديث بالجحفة بوزن تحفة ونقدم، الكلام عليها، وفي القاموس مهيعة الجحفة بين الحرمين ميقات الشاميين

الصفحة 13