كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

-[ما جاء في تحريم غزو مكة بعد عام الفتح]-
(عن أبي مرة مولى فاختة) (1) أم هانئ عن فاختة أم هانئ بنت أبى طالب قالت لما كان يوم فتح مكة أجرت رجلين من احمائي فأدخلتهما بيتاً وأغلقت عليهما باباً فجاء ابن أمى على بن أبى طالب فتفلت عليهما بالسيف (وفى رواية زعم ابن أمى أنه قاتل رجل أجرته فلان انب هبيرة) قالت فأتيت النبى صلى الله عليه وسلم فلم أجده ووجدت فاطمة فكانت أشد علىّ من زوجها، قالت فجاء النبى صلى الله عليه وسلم وعليه أثر الغبار فأخبرته فقال يا أم هانى قد أجرنا من أجرت وأمّنا من أمنت (باب ما جاء في تحريم غزو مكة بعد عام الفتح وخطبته صلى الله عليه وسلم في ذلك) (عن الحارث بن مالك) ابن برصاء (2) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة يقول لا يغزى هذا (3) يعنى بعد اليوم إلى يوم القيامة (عن عمرو بن شعيب) (4) عن أبيه عن جده قال لما فتحت مكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كفو السلاح الا خزاعة عن بنى بكر فأذن لهم حتى صلى العصر، ثم قال كفوا السلاح، فلقى رجل من خزاعة رجلاً من بنى بكر من غد بالمزدلفة فقتله فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام خطيباً فقال ورأيته وهو مسند ظهره إلى الكعبة: قال ان أعدى الناس على الله من قتل في الحرم أو قتل غير قاتله أو قتل بذحول (5) الجاهلية، فقام إليه رجل فقال إن فلاناً ابنى (وفي رواية عاهرت بامه (6) في الجاهلية) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا دعوة (7) في الاسلام ذهب أمر الجاهلية، الولد للفراش وللعاهر الأثلب، قالوا وما الأثلب؟ (8) قال الحجر، قال وفي
__________
السهمي، والعاص بن هشام أبو البخترى، والعاص بن سعيد بن العاص بن أمية، والعاص بن هشام بن المغيرة المخزومى، والعاص بن منبه بن الحجاج وغيرهم سوى العاص بن الأسود العذرى فغير النبى صلى الله عليه وسلم اسمه فسماه مطيعا، والا فقد أسلمت عصاة قريش وعتاتهم كلها بحمد الله تعالى ولكنه ترك أبا جندل بن سهيل بن عمرو وهو ممن أسلم واسمه ايضاً العاص: فاذا صح هذا فيحتمل أن هذا لما غلبت عليه كنيته وجهل اسمه لم يعرفه المخبر باسمه فلم يستثنه كما استثنى مطيع بن الأسود والله أعلم (تخريجه) أورد الجزء الأول منه الحافظ ابن كثير في تاريخه وعزاه للامام أحمد ثم قال ورواه الترمذي عن بندار عن يحيى بن سعيد القطان به وقال حسن صحيح (قلت) وبقية الحديث رواه مسلم في صحيحه (1) (عن أى مرة مولى فاختة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب تحريم الدم بالأمان الخ من كتاب الجهاد في الجزء الرابع عشر صفحة 116 رقم 325 وهو حديث صحيح رواه الشيخان والأربعة من طرق متعددة بألفاظ مختلفة والمعنى واحد (باب) (2) (سنده) حدثنا يحيى بن سعيد عن زكريا عن الشعبى عن الحارث بن مالك بن برصاء الخ (غريبه) (3) يعنى حرم مكة (تخريجه) (مذ) وقال حسن صحيح (4) (سنده) حدثنا يحيى عن حسين عن عمرو بن شعيب الخ (غريبه) (5) بضم الذال المعجمة والحاء المهملة جمع ذحل بفتح فسكون وهو العداوة وطلب ثأر من قتل في الجاهلية بعد الإسلام (6) أي زنيت (7) الدعوة بكسر الدال وسكون العين المهملتين هو أن ينتسب الانسان إلى غير أبيه وعشيرته وقد كانوا يفعلونه فنهى عنه وجعل الولد للفراش (8) بفتح الهمزة واللام وكسرهما والفتح أكثر وبينهما ثاء مثلثة ساكنة وهو الحجر كما

الصفحة 159