كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)
عليها يوما فقربت اليه طعاما فقال لا أشتهيه فقالت أني قينت (1) عائشة رضي الله عنها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم جئته فدعوته لجلوتها (2) فجاء فجلس إلي جانبها فأتي بعس لبن (3) فشرب ثم ناولها النبي - صلى الله عليه وسلم - فخفضت رأسها وأستحيت: قالت أسماء فانتهزتها وقلت لها خذي من يد النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت فاخذت فشربت شيئا، ثم قال لها النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطي تربك (4) قالت أسماء فقلت يا رسول الله بل خذه فاشرب منه ثم ناولينه من يدك فاخذه فشرب منه ثم ناولنيه، قالت فجلست ثم وضعته علي ركبتي ثم طفقت أديره واتبعه بشفتي لاصيب منه مشرب (5) النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال لنسوة عندي ناوليهن فقلن لا نشتهيه فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لاتجمعن جوعا وكذبا، فهل أنت منتهية أن تقولي لا اشتهيه (6) قلت أي أمه لا أعود أبدا. (باب ما جاء في مشروعية الأذان وزيادة ركعتين في صلاة الحضر الخ) (عن نافع أن ابن عمر) كان يقول كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلاة وليس ينادي بها أحد فتكلموا يوما في ذلك، فقال بعضهم اتخذوا ناقوسا مثل ناقوس النصاري، وقال بعضهم بل قرنا مثل قرن اليهود، فقال عمر أولا تبعثون رجلا ينادي بالصلاة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا بلال قم فناد بالصلاة
__________
أسماء بنت يزيد الخ (غريبه) (1) بفتح القاف وتشديد التحيية بعدها نون ساكنة: أي زينتها لزفافها والتقيين التزيين (2) بكسر الجيم وتفتح أي للنظر اليها متزينة مكشوفة ظاهرة ومنه جلوت السيف ونحوه كشفت صدأه جلاءا أيضا (3) العس بالضم القدح الكبير والجمع عساس مثل سهام وربما قيل اعساس مثل قفل واقفال (4) أي قريننك وصاحبتك بربد اسماء (5) تريد التبرك بموضع شريه - صلى الله عليه وسلم - (6) هكذا بالأصل (فهل انت منتهية أن تقولي لا أشتهيه) وهو لا يتفق مع سياق الحديث والظاهر انه خطأ من الناسخ أو الطابع وصوابه هل فهل انت منته أن تقول لا أشتهيه) وهو من قول أسماء تخاطب مولاها شهر بن حوشب ولذك قال لها أي أمه لا اعود أبدا والله أعلم ومعني قوله أي أمه يقول باأمي وانما قال ذلك لأنها سيدته بمنزلة أمه، قال في المختار ويقال يا أمة لا تفعلي ويا أية افعل يجعلون علامة التأنيث عوضا عن ياء الاضافة ويوقف عليها بالهاء (تخريجه) (جه هق) وابن أبي الدنيا قال البوصيري في زوائد ابن ماجه اسناده حسن لأن شهرا مختلف فيه (باب) (1) (عن نافع أن ابن عمر الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب بدء الأذان من كتاب الصلاة في الجزء الثاني صحيفة 13 رقم 243 هذا وفي الباب المشار اليه رؤيا عبد الله ابن زيد وتلقينه صيغة الآذان والفاظه المشروعة (قال ابن اسحاق) فلما أطمأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة واجتمع اليه أخوانه من الهاجرين واجتمع أمر الأنصار استحكم أمر الاسلام فقامت الصلاة وفرضت الزكاة والصيام وقامت الحدود وفرض الحلال والحرام وتبوأ الاسلام بين أظهرم، وكان هذا الحي من الانصار هم الذين تبوءوا الدار والايمان، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قدمها انما يجتمع الناس اليه للصلاة لحين مواقيتها بغير دعوة، فهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجعل بوقا كبوق يهود الذين يدعون به لصلاتهم ثم كرهه، ثم أمر بالناقوس فنحت ليضرب به المسلمين للصلاة فبينما هم علي ذلك رأي عبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه أخو بلحارث بن الخزرج النداء فأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله أنه طاف بي
الصفحة 16
290