كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

-[حديث أبي شريح العدوي في تحذير عمرو بن سعيد من غزو مكة]-
دية مغلظة مائة من الإبل منها أربعون في بطونها أولادها، وقال مرة أربعون (1) من ثنية إلى بازل عامها كلهن ×فافة
397 (عن أبي شريح العدوي) (2) أنه قال لعمرو بن سعيد (3) وهو يبعث البعوث إلى مكة (4) ائذن لي أيها الأمير أحدثك قولاً قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم الغدَ (5) من يوم الفتح سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حيث تكلم به أنه حمد الله وأثنى عليه، ثم قال إن مكة حرّمها الله ولم يحرِّمها الناس، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دمًا ولا يَعضُض (6) فيها شجرة فإن أحد ترخّص (7) بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقولوا إن الله عز وجل أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس (8) فليبلغ الشاهد الغائب، فقيل لأبي شريح ما قال لك عمرو؟ قال قال أنا أعلم بذلك منك يا أبا شريح (9) إن الحرم لا يعيذ عاصيًا (9) ولا فارًّا بدم ولا فارًّا بجزية وفي لفظ
__________
صحيح ثابت (1) وقال مرة أربعون إلخ تقدم تفسير هذه الجملة من هذا الحديث نفسه في باب دية قتيل شبه العمد المشار إليه آنفًا ص 51 رقم 131 (تخريجه) (د نس جه قط هق) والبخاري في التاريخ الكبير وسنده جيد (2) (سنده) حدّثنا أبو كامل قال ثنا ليث قال حدثني سعيد بن أبي شريح العدري إلخ (غريبه) (3) أي ابن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية المعروف الأشدق لأنه صعد المنبر فبالغ في شتم علي رضي الله عنه فأصابته لقوة: وكان يزيد بن معاوية ولاه المدينة (قال الطبري) كان قدومه واليًا على المدينة من قِبَل يزيد في السنة التي ولي فيها يزيد الخلافة سنة ستين اهـ (وقال السهيلي) عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية وهو الأشدق ويكنى أبا أمية وكان لطيم الشيطان وكان جبارًا شديد البأس حتى خافه عبد الملك على ملكه فقتله بحيلة، وذكر له خبرًا طويلاً، وهو الذي رعف على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سال منه الدم (4) المراد به الجيش المجهز لقتال عبد الله بن الزبير لأنه لما امتنع من بيعة يزيد وأقام بمكة كتب يزيد إلى عمرو بن سعيد أن يوجه إلى ابن الزبير جيشًا فجهز إليه جيشًا فجاءه أبو شريح العدوي فقال له ائذن لي أيها الأمير أحدثك قولاً إلخ (5) بالنصب على الظرفية أي اليوم الثاني من يوم الفتح لمكة (6) بفتح أوله وضم الضاد وفي رواية بكسرها أي لا يقطع (7) من الرخصة وأحد مرفوع بفعل مضمر يفسره ما بعده أي فإن ترخص أحد (بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم) متعلق بقوله ترخص أي لأجل قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي مستدلاًّ به (فقولوا إن الله إلخ) (8) أي عاد تحريمها كما كانت بالأمس قبل يوم الفتح حرامًا زاد في رواية من حديث ابن عباس عند البخاري وهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة (9) معناه اعلم أن مكة حرمها الله وأنك قد صح سماعك ولكنك لم تفهم المراد (10) يشير إلى عبد الله بن الزبير لأن عمرو بن سعيد كان يعتقد أنه عاصٍ بامتناعه عن امتثال أمر يزيد لأنه كان يرى وجوب طاعته لكنها دعوى من عمرو بغير دليل، وليس كلام عمرو بن سعيد هذا حديثًا يحتج به، وزاد في رواية أخرى الإمام أحمد وابن إسحاق أن أبا شريح قال لعمرو بن سعيد بعد قوله إن الحرم لا يعيذ عاصيًا إلخ (قد كنتُ شاهدًا وكنتَ غائبًا وقد بلغت، وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ شاهدنا غائبنا وقد بلغتك فأنت وشأنك) وإنما ترك أبو شريح مشاققته لعجزه عنه لما كان فيه من قوة

الصفحة 162