كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)
-[بيعة أهل مكة رجالاً ونساءً واستحضار أولادهم ليمسح النبي صلى الله عليه وسلم عليهم]-
ولا مانع جزية (باب ما جاء في بيعة أهل مكة رجالاً ونساءً) واستحضار أولادهم ليمسح النبي صلى الله عليه وسلم عليهم
398 (عن الوليد بن عقبة) (1) قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة جعل أهل مكة يأتون بصبيانهم فيمسح على رءوسهم ويدعو لهم فجيء بي إليه وإني مطيب بالحلوق (2) ولم يمسح على رأسي ولم يمنعه من ذلك إلا أن أمي خلقتني بالخلوق فلم يمسني من أجل الخلوق
399 (حدّثنا عبد الرازق) (3) أنا بن جريج قال أخبرني عبد الله بن عثمان بن خُثَيم أن محمد بن الأسود بن خلف أخبره أن أباه الأسود وأى النبي صلى الله عليه وسلم يبلغ الناس يوم الفتح، قال جلس عند قرن مسقلة (4) فبايع الناس على الإسلام والشهادة، قال قلت وما الشهادة؟ قال أخبرني محمد بن الأسود ابن خلف أنه بايعهم على الإيمان بالله وشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم فكنت أقول كما يقلن
__________
الشوكة والله أعلم (تخريجه) (خ) وابن إسحاق في المغازي (باب) (1) سنده حدّثنا فياض بن محمد الرقى عن جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج الكلابي عن عبد الله الهمداني عن الوليد بن عقبة إلخ (غريبه) (2) بفتح الخاء المعجمة وهو طيب مركب يتخذ من الزعفران وغيره من أنواع الطيب وتغلب عليه الحمرة والصفرة، وقد ورد تارة بإباحته، وتارة بالنهي عنه، والنهي أكثر وأثبت، وإنما نهي عنه لأنه من طيب النساء وكن أكثر استعمالاً له منهم، والظاهر أن أحاديث النهي ناسخة (نه) (تخريجه) (د) قال الحافظ المنذري هكذا ذكره أبو داود عن عبد الله الهمداني عن الوليد بن عقبة، وقال البخاري عن عبد الله الهمداني عن أبي موسى الهمداني ويقال الهمذاني قاله جعفر بن بُرقان عن ثابت بن الحجاج ولا يصح، وقال الحافظ أبو القاسم الدمشقي إن عبد الله الهمداني هو أبو موسى (وقال الحاكم) أبو أحمد الكرابيسي وليس يعرف أبو موسى الهمداني ولا عبد الله الهمداني وقد خولف في هذا الإسناد، وقال ابن أبي خثيمة أبو موسى الهمداني اسمه عبد الله، وهذا حديث مضطرب الإسناد ولا يستقيم عن أصحاب التواريخ أن الوليد كان يوم فتح مكة صغيرًا، وقد روى أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ساعيًا إلى بني المصطلق وشكته زوجته إلى النبي صلى الله عليه وسلم وروي أنه قدم في فداء من أسر يوم بدر، (وقال أبو عمر النمري) وهذا الحديث رواه جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج عن أبي موسى الهمداني ويقال الهمذاني كذلك ذكره البخاري على الشك عن الوليد بن عقبة، قالوا وأبو موسى هذا مجهول والحديث منكر مضطرب لا يصح، ولا يمكن أن يكون مَن بُعث مصدّقًا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم صبيًّا يوم الفتح، ويدل على فساد ما رواه أبو موسى المجهول أن الزبير بن بكار وغيره ذكروا أن الوليد وعمارة ابني عقبة خرجا ليردا أختهما أم كلثوم عن الهجرة وكانت هجرتها في الهدنة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أهل مكة وكان غلامًا مخلقًا يوم الفتح ليس يجيء منه مثل هذا، ثم قال وله أخبار فيها نكارة وشناعة اهـ (3) (حدّثنا عبد الرزاق إلخ) (غريبه) (4) اسم مكان معروف عندهم لم أقف على تعيينه، وجاء عند الحاكم فجلس عند قرب دار سمرة (5) يستفاد منه أنه صلى الله عليه وآله وسلم بايع أهل مكة على الإيمان والإسلام فقط لأنه لم يرد منهم سوى ذلك ولأن معظهم بايعوا مكرهين بخلاف بيعة المهاجرين والأنصار فإنهم جاءوا راغبين طائعين رضي الله عنهم أجمعين (وعند البيهقي) فجاءه الناس الكبار والصغار والرجال والنساء