كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

-[(تابع الشرح) بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد لهدم العزّى وسرية عمرو بن العاص إلى سواع]-
.....
__________
= هي بنت قدامة بن مزعون القرشية الجمحية وهي مكية والبيعة المذكورة كانت بمكة، وقد روى حديثها أحمد فذكر حديث الباب (تخريجه) أورده الحافظ في الإصابة وعزاه للإمام أحمد ثم قال ورويناه بعلو في المعرفة لابن منده من وجه آخر عن عبد الرحمن بن عثمان وقال فيه مع أمي رائطة بنت سفيان امرأة من خزاعة اهـ (قلت) وسنده حسن (وفي هذه السنة أعني الثامنةمن الهجرة) بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد لهدم العزّى) قال ابن جرير وكان هدمها لخمس بقين من رمضان عامئذٍ (قال ابن إسحاق) ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى العزى وكانت بيتًا بنخلة يعظمه قريش وكنانة ومضر وكان سدنتها وحجابها من بني شيبان من بني سليم حلفاء بني هاشم، فلما سمع حاجبها السلمي بمسير خالد بن الوليد إليها علق سيفه عليها ثم اشتد في الجبل الذي هي فيه وهو يقول
أيا عز شدي شدة لا سوى لها ... على خالد ألقي القناع وشمري
أيا عز إن لم تقتلي المرء خالدًا ... فبوئي بإثم عاجل أو تنصري
قال فلما انتهى خالد إليها هدمها ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (وقد روى الواقدي وغيره) أنه لما قدمها خالد لخمس بقين من رمضان فهدمها ورجع فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما رأيت؟ قال لم أر شيئًا، فأمره بالرجوع فلما رجع خرجت إليه من ذلك البيت امرأة سوداء ناشرة شعرها تولول فعلاها بالسيف وجعل يقول
يا عزى كفرانك لا سبحانك ... إني قد رأيت الله قد أهانك
ثم خرب ذلك البيت الذي كانت فيه وأخذ ما كان فيه من الأموال رضي الله عنه وأرضاه، ثم رجع فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تلك العزى ولا تعبد أبدًا (وقال البيهقي) أنبأنا محمد بن أبي بكر الفقيه أنبأنا محمد بن أبي جعفر أنبأنا أحمد بن علي ثنا أبو كريب عن ابن فضيل عن الوليد بن جميع عن أبي الطفيل قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليد إلى نخلة وكانت بها العزى فأتاها وكانت على ثلاث سَمرات فقطع السمرات وهدم البيت الذي كان عليها ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال ارجع فإنك لم تصنع شيئًا، فرجع خالد فلما نظرت إليه السدنة وهم حجابها أمعنوا هربًا في الجبل وهم يقولون، يا عزى خبليه يا عزى عوّريه وإلا فموتي برغم، قال فأتاها خالد فإذا امرأة عريانة ناشرة شعرها تحثو التراب على رأسها ووجهها فعممها بالسيف حتى قتلها ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال تلك العزى اهـ (قال في المواهب اللدنية) (ثم سرية عمرو بن العاص إلى سواع) صنم هزيل على ثلاثة أميال من مكة في شهر رمضان سنة ثمانٍ حين فتح مكة، قال عمرو فانتهيت إليه وعنده السادن فقال ما تريد؟ فقلت أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهدمه، قال لا تقدر على ذلك، قلت لم؟ قال تمنع، فقلت ويحك وهل يسمع أو يبصر؟ قال فدنوت منه فكسرته ثم قلت للسادن كيف رأيت قال أسلمت لله (ثم سرية سعد بن زيد الأشهلي) إلى مناة صنم للأوس والخزرج بالمشلل في شهر رمضان حين فتح مكة فخرج في عشرين فارسًا حتى انتهى إليها قال السادن ما تريد؟ قال هدم مناة؟ قال أنت وذاك فأقبل سعد يمشي فخرجت إليه امرأة عريانة سوداء ثائرة الرأس تدعو بالويل وتضرب صدرها فضربها سعد بن زيد فقتلها، وأقبل إلى الصنم ومعه أصحابه فهدموه وانصرف راجعًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك

الصفحة 165