كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

-[سريِّة خالد بن الوليد إلى بني جَذِيمة وما جاء في تكسير الأصنام]-
(باب ما جاء في سرية خالد بن الوليد إلى بني جَذِيمنة) (1)
__________
لست بقين من رمضان (ثم سرية خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى بني جذيمة) فذكر قصتها (قلت) سيأتي الحديث في ذلك في الباب التالي مشروحًا شرحًا وافيًا (وفي بهجة المحافل) للإمام عماد الدين يحيى بن أبي بكر العامري قال روينا في صحيح البخاري عن ابن عباس صارت الأوثان التي كانت تعبد في قوم نوح عليه السلام في العرب بعد (أمّاوَدّ) فكانت لكلب بدومة الجندل (وأما سواع) فكانت لهذيل (وأما يغوث) فكانت لمراد، ثم لبني غطيف بالجوف عند سبأ (وأما يعوق) فكانت لهمدان (وأما نَسْر) فكانت لحمير لآل ذي الكلاع، وكانت للعرب أصنام أخر (فاللات) لثقيف (ومناة) لقُدَيد (وإساف ونائلة وهبل) لأهل مكة (وذو الخلصة) لخثعم ودوس فهدمها صلى الله عليه وسلم جميعها (قال) ومما ذكر أيضًا إسلام عباس بن مرداس ذكره ابن هشام عقب فراغه من قصة الفتح (وكان من خبره) أنه كان لأبيه مرداس صنم يعبده يقال له ضمار فأوصاه به عند موته وقال له اعبد ضمارًا فإنه ينفعك ويضرك، فبينما عباس يوما عنده إذ سمع مناديًا من جوفه يقول
قل للقبائل من سليم كلها ... أودى ضمار وعاش أهل المسجد
إن الذي ورث النبوة والهدى ... بعد ابن مريم من قريش مهتدى
أودى ضمار وكان يعبد مرة ... قبل الكتاب إلى النبي محمد
فحرقه عباس ولحق بالنبي صلى الله عليه وسلم اهـ (قلت) قال الحافظ ابن كثير في تاريخه وقد ذكر البخاري بعد فتح مكة قصة تخريب خثعم البيت الذي كانت تعبده ويسمونه الكعبة اليمانية مضاهية الكعبة التي بمكة ويسمون الكعبة التي بمكة الكعبة الشامية ولتلك - الكعبة اليمانية (فقال البخاري) ثنا يوسف بن موسى ثنا أبو أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن جرير قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تريحني من من ذي الخلصة؟ فقلت بلى فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس وكانوا أصحاب خيل وكنت لا أثبت على الخيل، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فضرب يده في صدري حتى رأيت أثر يده في صدري وقال اللهم ثبته واجعله هاديًا مهديًّا، قال فما وقعت عن فرس بعد، قال وكان ذو الخلصة بيتًا باليمن لخثعم وبجيلة فيه نصب تعبد يقال له الكعبة اليمانية قال فأتاها فحرقها في النار وكسرها، قال فلما قدم جرير اليمن كان بها رجل يستقسم بالأزلام فقيل له إن رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم هاهنا فإن قدر عليك ضرب عنقك، قال فبينما هو يضرب بها إذ وقف عليه جرير فقال لتكسرنها وتشهد أن لا إله إلا الله أو لأضربن عنقك فكسرها وشهد، ثم بعث جرير رجلاً من أحمس يكنى أرطاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبشره بذلك، قال فلما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما جئت حتى تركتها كأنها جمل أجرب، قال فبارك رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيل أحمس ورجالها خمس مرات: قال ورواه مسلم من طرق متعددة بنحوه
(باب) (1) جذيمة بفتح الجيم وكسر المعجمة وهم بنو جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة والنسبة إليها جذمي بفتح المعجمة مع فتح الجيم وضمها (وقال السهيلي) وتعرف تلك الغزوة بالغميصاء اسم ماء لبني جذيمة وكانت في شوال سنة ثمانٍ من الهجرة عقب فتح مكة وقبل الخروج إلى حنين (قال سعد في الطبقات) ثم سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة من كنانة وكانوا بأسفل مكة على ليلة

الصفحة 166