كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

-[خروج هوازن برجالهم ونسائهم وأطفالهم ومواشيهم يوم حنين لملاقاة جيش المسلمين]-
صلى الله عليه وسلم على بغلته يمضى قدمًا (1) فحادت به بغلته فمال عن السرج (2) فقلت له ارتفع رفعك الله، فقال ناولني كفا من تراب فضرب به وجوههم فامتلأت أعينهم ترابًا، ثم قال أين المهاجرون والأنصار؟ قلت هم أولا قال اهتف بهم (3) فهتفت بهم فجاءوا وسيوفهم بإيمانهم كأنهم الشهب وولي المشركون أدبارهم (عن أنس بن مالك) (4) قال فتحنا مكة ثم إنا غزونا حنينًا فجا المشركون بأحسن صفوف رأيت أو رأيت فصف الخيل ثم صفت المقاتلة ثم صفت النساء من وراه ذلك ثم صفت الغنم ثم صفت النعم (5) قال ونحن بشر كثير وقد بلغنا ستة آلاف (6) وعلى مجنبة (7) خيلنا خالد بن الوليد قال فجعلت خيولنا تلوذ خلفت ظهورنا، قال فلم نلبث أن انكشفت خيولنا وفرت الأعراب ومن نعلم من الناس، قال فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم يا للمهاجرين يا المهاجرين، ثم قال يا للأنصار قال أنس هذا حديث عمية (8) قال قلنا لبيك يا رسول الله، قال فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فايم الله ما أتيناهم حتى هزمهم الله قال، فقبضنا ذلك المال ثم انطلقنا إلى الطائف (9)
__________
على رسوله وعلى المؤمنين) (1) بضم القاف والدال المهملة ويجوز سكون الدال ومعناه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتقهقر بل كان يمضي ببغلته إلى الأمام (2) الظاهر أنه صلى الله عليه وسلم مال عن السرح ليأخذ كفا من تراب فلما قال له ابن مسعود ارتفع رفعك الله أمره أن يناوله كفا من تراب (3) أي نادهم وادعهم وقد هتف يهتف هتفا بسكون التاء، وهتف به هتافا إذا صاح به ودعاه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بزطب) ورجل أحمد رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة وهو ثقة (4) (سنده) حدثنا عارم ثنا معتم بن سليمان التيمي قال سمعت أبي يقول ثنا السميط السدوسي عن أنس بن مالك الخ (غريبه) (5) معناه أنهم خرجوا برجالهم ونساءهم وأولادهم وأموالهم ليهتم كل واحد منهم بالدفاع عن نسائه وولده وماله (6) لعله يريد المهاجرين والأنصار فقد روى أبو الشيخ أنه كان مع المهاجرين والأنصار ألف من جهينه وألف من مزينه وألف من أسلم وألف من غفار وغيرهم وتقدم في شرح الحديث الأول من الباب أنهم خرجوا في هذه الغزوة في اثنى عشر ألفا من المسلمين عشرة آلاف من أهل المدينة وألفان ممن أسلم من أهل مكة وهم الطلقاء (7) بضم الميم وفتح الجيم وكسر النون المشددة (قال في النهاية) مجنبة الجيش هي التي تكون في الميمنة والميسرة وهما مجنيتان والنون مكسورة أهـ (وقال شمر) المجنبة هي الكتيبة من الخيل التي تأخذ جانب الطريق الأيمن وهما مجنيتان، ميمنه وميسرة بجانبي الطريق، والقلب بينهما، (8) بفتح العين المهملة وكسر الميم المشددة وتخفيف الياء التحتية وبعدها هاء السكت أي حدثني به عمي (قال القاضي عياض) معناه عندي جماعتي أي هذا حديثهم، قال صاحب العين العم الجماعة وأنشد عليه ابن دريد في الجمهرة (افنيت عما وجبرت عما) قال القاضي وهذا أشبه بالحديث (9) (قال في المواهب) وكان صلى الله عليه وسلم قد أمر أن يجمع السبى والغنائم مما أفاء الله على رسوله يوم حنين فجمع ذلك كله إلى الجعرانة فكان بها إلى أن انصرف صلى الله عليه وسلم من الطائف وكان السبي (يعني كما قال ابن سعد وتبعه اليعمري (ستة آلاف رأس) يعني من النساء والأطفال، روى عبد الرزاق ابن المسيب سى النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ ستة آلاف بين امرأة وغلام

الصفحة 171