كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

-[انهزام هوازن يوم حنين وإستيلاء المسلمين على نسائهم وأموالهم ومواشيهم]-
فحاصرناهم أربعين ليلة ثم رجعنا إلى مكة (1) قال فنزلنا فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يعطي الرجل المائة ويعطي الرجل المائة فتحدث الأنصار بينها (2) أما من قاتله فيعطيه وأما من لم يقاتله فلا يعطيه فرفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أمر بسراة (3) المهاجرين والأنصار أن يدخلوا عليه ثم قال لا يدخل على ألا أنصاري أو الأنصار، قال فدخلنا القبة (4) حتى ملأنا القبة، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم يا معشر الأنصار أو كما قال ما حديث أناني؟ قالوا ما أتاك يا رسول الله؟ (5) قال ألا ترضون أن يذهب الناس بالأموال وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تدخلوا بيوتكم قالوا رضينا يا رسول الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أخذ الناس شعيًا وأخذت الأنصار شعبا لأخذت شعب الأنصار، قالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم رضينا، قال فارضوا أو كما قال (باب ما جاء في مكائد الحرب وسبب انهزام المسلمين أولا وثبوت النبي صلى الله عليه وسلم وأكابر أصحابه وآل بيته) (عن عبد الرحمن بن جابر) (6) عن جابر بن عبد الله قال لما استقبلنا وادي حنين قال انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط (7) إنما ننحدر فيه انحدارا
__________-
ومن الأبل أربعة وعشرين ألف بعير ومن الغنم أكثر من أربعين ألف شاة وأربعة آلاف أوقية فضه) (قال الزرقاني) وإطلاق السبى على الأبل والغنم والفضة تغليب، ولم يذكر عدة البقر والحمير مع أنهما كانا معهم أيضا كما ذكره ابن إسحاق وغيره أن دريد بن الصمة قال لمالك بن عوف (يعني رئيس جيش حنين) (مالى اسمع بكاء الصغير ورغاه البعير ونهاق الحمير ويعار الشاه وخوار البقر) أما لقلتهما بالنسبة لما ذكر أو لأنه لم يتحر عدتهما أهـ (قلت) وسبب إيداع الغنائم بالجعرانة وعدم قسمتها أنه صلى الله عليه وسلم رجا قدوم أهل هوازن اللذين انهزموا يوم حنين مسلمين فيعطيهم أموالهم وتربص لذلك بضع عشرة ليلة فلم يأتوا فقسمها بالجعرانة، فقد روى محمد بن سعد كاتب الواقدي عن ابن عباس أنه قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف نزل الجعرانة فقسم بها الغنائم (1) تقدم أن رجوعهم كان إلى الجعرانة وإنما أطلق اسم مكة على الجعرانة لقربها منها ولأنه صلى الله عليه وسلم أحرم منها بالعمرة ثم ذهب إلى مكة ليلا ثم خرج من تحت ليلته فأصبح بالجعرانه كبائت كما جاء ذلك في حديث محرش الكعبي الخزاعي عند الإمام أحمد وغيره وتقدم في باب كم حج النبي صلى الله عليه وسلم واعتمر من كتاب الحج في الجزء الحادي عشر صحيفة 68 رقم 62 (2) أي فيما بينهم فقالوا أما من قاتله كالطلقاء من كفار قريش فيعطيه وأما من لم يقاتله كالأنصار فلا يعطيه: ولم يفهموا أنه صلى الله عليه وسلم إنما أعطى الطلقاء لكي يتألفهم للإسلام لأن الإسلام لم يتمكن من قلوبهم وقد من عليهم بأعناقهم، فهم من الطبع البشري في محبة المال فاعطاهم لتطمئن قلوبهم وتجتمع على محبته، لأن القلوب جبلت على حب من أحسن إليها (3) بفتح السين المهملة أي شرفائهم ورؤسائهم (4) هي خيمة من أدم بفتح الهمزة والدال المهملة أي جلد مدبوغ كما جاء في بعض الروايات (5) جاء في رواية أخرى فسكتوا، وفي رواية أخرى فقال فقهاء الأنصار أما رؤساؤنا يا رسول الله فلم يقولوا شيئا، ويجمع بينهما بأن بعضهم سكت وبعضهم أجاب (تخريجه) (ق - وغيرهما) بألفاظ مختلفة والمعنى واحد (باب) (6) (سنده) حدثنا يعقوب ثنا أبى عن ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر الخ (غريبه) (7) أي واسع منحدر

الصفحة 172