كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

حديث جابر بن عبد الله في سبب هزيمة المسلمين أولا وثبوت النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته وأكابر الصحابة
__________
قال وفي عماية (1) الصبح وقد كان القوم كمنوا لنا في شعابه وفي أجنابه ومضايقه، قد جمعوا وتهيئوا وأعدوا فوالله ما راعنا ونحن منحطون إلا الكتائب قد شدت علينا شدة رجل واحد، وانهزم الناس راجعين فاستمروا لا يلوى أحد منهم على أحد، وانحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وسلم ذات اليمين قال إلى أيها الناس هلم إلى، أنا رسول الله أنا محمد بن عبد الله، قال فلا شيء (2) احتملت الإبل بعضها بعضًا فانطلق الناس إلا أن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطًا من المهاجرين والأنصار وأهل بيته غير كتير، وفيمن ثبت معه صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر، ومن أهل بيته علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وابنه الفضل بن عباس وأبو سفيان بن الحارث وربيعة بن الحارث وأيمن بن عبيد وهو ابن أم أيمن، وأسامة بن زيد: قال ورجل من هوازن على جمل له أحمر في يده راية له سوداء في رأس رمح طويل أمام الناس وهوزان خلفه، فإذا أدرك طعن برمحه وإذا فاته الناس رفعه لمن وراءه فاتبعوه (قال ابن اسحق) وحدثني عاصم بن عمرو بن قتادة عن عبد الرحمن ابن جابر عن أبيه جابر بن عبد الله قال بينا ذلك الرجل من هوازن صاحب الراية على جملة ذلك يصنع ما يصنع إذ هوى له علي بن أبي طالب ورجل من الأنصار يريدانه قال فيأتيه على من خلفه فضرب عرقوبي الجمل فوقع على عجزه ووثب الأنصاري على الرجل فضربه ضربة أطن قدمه (3) بنصف ساقه فانعجف (4) عن رحله واجتله الناس، فوالله ما رجعت الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسرى مكتفين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن أبي اسحق) (5)
__________
من أعلى إلى أسفل (1) بفتح المهملة أي بقية ظلمة الليل (2) أي فلا مجيب (وقوله احتملت الأبل بعضها بعضا) كناية عن اختلاط الأبل عند الفرار (3) أي قطعه وجعله يطن من صوت القطع وأصله من الطنين وهو صوت الشيء الصلب (4) أي مال وسقط (وقوله واجتلد الناس) أي قويت نفوسهم وصبروا على الجلاد وهو الضرب بالسيف في القتال (تخريجه) الحديث صحيح ورجاله كلهم ثقات، ورواه ابن اسحاق في المغازي فقال حدثني عاصم بن عمر بن قتاده عن عبد الرحمن بن جابر ابن عبد الله عن أبيه فذكره: وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد وأبو يعلي وزاد صرخ حين كانت الهزيمة كلدة وكان أخا صفوان بن أمية يومئذ مشركا في المدة التي ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم (الأبطل السخر اليوم) فقال له صفوان اسكت فض الله فاك فوالله لأن يرثني رجل من قريش أحب إلى من أن يرثني رجل من هوازن، ورواه البزار باختصار وفيه ابن اسحاق وقد صرح بالسماع في رواية أبي يعلي وبقية رجال أحمد رجال الصحيح أهـ (قلت) وزاد ابن إسحاق قال ولما انهزم الناس تكلم رجال من جفاة الأعراب بما في أنفسهم من الضغن. فقال أبو سفيان صخر بن حرب يعني وكان إسلامه بعد مدخولا وكانت الأزلام بعد معه يومئذ قال (لا تنتهي هزيمتهم دون البحر) وخرج كلدة بن الحنبل وهو مع أخيه صفوان بن أمية يعني لأمه وهو مشرك في المدة التي جعل له رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا بطل السحر اليوم) فقال له صفوان اسكت إلى آخر ما تقدم في زيادة أبي يعلي (5) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبه عن أبي اسحاق قال سمعت البراء (يعني ابن عازب) رضى الله عنه وسأله رجل من قيس الخ

الصفحة 173