كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)
قصة سلمة بن الأكوع مع جاسوس هوزان وقتله وقول النبي صلى الله عليه وسلم أنا النبي لا كذب الخ
__________
قال سمعت البراء (يعني ابن عازب رضي الله عنه) وسأله رجل من قيس فقال أفررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين؟ فقال البراء ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفر (1)، كانت هوازن ناسًا رماة وإنا لما حملنا عليهم انكشفوا (2) فأكببنا على الغنائم فاستقبلونا بالسهام (3) ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء (4) وإن أبا سفيان بن الحارث (5) آخذ بلجامها وهو يقول
أنا النبي لا كذب (6) ... أنا ابن عبد المطلب (7)
410 (عن إياس بن سلمة) (8) بن الأكوع عن أبيه قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هوازن وغطفان فبينما نحن كذلك إذ جاء رجل على جمل أحمر فانتزع شيئًا من حقب البعير فقيد به البعير ثم جاء يمشي حتى قعد معنا يتغدى قال فنظر في القوم فإذا ظهرهم فيه قلة وأكثرهم مشاة، فلما نظر إلى القوم خرج يعدو: قال فأتى بعيره فقعد عليه قال فخرج يركضه وهو طليعة للكفار فاتبعه رجل منا من أسلم على ناقة له ورقاء، قال إياس قال أبي فاتبعته أعدو على رجلي قال ورأس الناقة عند ورك الجمل قال ولحقته فكنت عند ورك الناقة وتقدمت حتى كنت عند ورك الجمل ثم تقدمت حتى أخذت بخطام الجمل فقلت له أخ، فلما وضع الجمل ركبته إلى الأرض اخترطت سيفي فضربت رأسه فندر، ثم جئت براحلته أقودها فاستقبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الناس قال من قتل هذا الرجل؟ قالوا ابن الاكوع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم له سلبه اجمع (باب قوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين من قتل كافر افله سلبه وما قالته أم سليم والدة أنس بن مالك وجرح خالد بن الوليد واهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بأمره) 411 (عن أنس بن مالك) (9) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين من قتل كافر آفله سلبه قال فقتل أبو طلحة عشرين (وعنه من طريق ثان) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين
__________
(غريبه) (1) معناه أن الفرار حصل ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفر وتقدم في الباب السابق من حديث ابن مسعود قال فولي عنه الناس وثبت معه ثمانون رجلا، وعند الترمذي باسناد حسن من حديث بن عمر لقد رأيتنا يوم حنين وإن الناس يولون وما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة رجل (2) أي انهزموا (فاكببنا) بموحدتين الأولى مفتوحه والثانية ساكنة بعدها نون أي وقعنا وفي لفظ أقبلنا على الغنائم (3) يعني فولينا، قال الطبري الانهزام المنهي عنه هو ما يقع من غير نية العود، وأما الاستطراد للكرة فهي كالمنحيز إلى فئة (4) أي التي أهداها له فروة بن نفاثة على الصحيح (5) يعني ابن عبد المطلب بن عم النبي صلى الله عليه وسلم (6) أي لست كاذبا فيما أقول حتى انهزم بل أنا متيقن بنصر الله عز وجل (7) انتسب على جده دون أبيه عبد الله لأن أباه مات وهو حمل وأن عبد المطلب هو الذي حضنه ورباه ولما لعبد المطلب من نباهة الذكر والسيادة وطول العمر، ولذا كان كثير من العرب يدعونه ابن عبد المطلب كما في قصة ضمام ابن ثعلبه في قوله أيكم ابن عبد المطلب (تخريجه) (ق. وغيرهما) (8) (عن إياس بن سلمة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب أن السلب للقاتل من كتاب الجهاد في الجزء الرابع عشر صحيفة 83 رقم 253 (باب) (9) (عن أنس بن مالك الخ) هذا الحديث بطريقيه