كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)
قول النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين من قتل كافر فله سلبه وشجاعة أبي طلحة وزوجته أم سليم
__________
من تفرد بدم رجل فقتله فله سلبه، قال فجاء أبو طلحة بسلب أحد وعشرين رجلا (وعنه أيضًا) (1) قال قال قتادة يعني (يوم حنين) يا رسول الله ضربت رجلا على حبل العاتق وعليه درع فأجهضت (2) عنه فانظر من أخذها، فقام رجل فقال أنا أخذتها فارضه منها وأعطنيها، قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسأل شيئًا إلا أعطاه أو سكت، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر لا والله لا يفيئها الله على أسد من أسده ويعطيكها، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم (3) وقال صدق عمر (4) قال وكانت أم سليم (5) معها خنجر فقال أبو طلحة ما هذا معك؟ قالت اتخذته إن دنا مني بعض المشركين أن أبعج به بطنه (6) فقال أبو طلحة يا رسول الله ألا تسمع ما تقول أم سليم؟ قالت يا رسول الله أقتل من بعدنا من الطلقاء الذين انهزموا بك، قال إن الله قد كفانا وأحسن يا أم سليم (باب سرية أبي عامر الأشعري إلى أوطاس (7) لإدراكه من فر إليها من مشركي غزوة حنين)
__________
تقدم في باب أن السلب للقاتل من كتاب الجهاد في الجزء الرابع عشر صحيفة 81 رقم 51 (1) (سنده) حدثنا بهز بن أسد أبو الأسود العمي ثنا حماد بن سلمة أنا اسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن هوازن جاءت يوم حنين بالصبيان والنساء والابل والنعم فجعلوهم صفوفا يكثرون على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما التقوا ولى المسلمون مدبرين كما قال الله عز وجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عباد الله أنا عبد الله ورسوله، يا معشر الأنصار أنا عبد الله ورسوله، فهزم الله المشركين، قال عفان ولم يضربوا بسيف ولم يطعنوا برمح، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ من قتل كافرًا فله سلبه فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا وأخذ أسلابهم، قال وقال أبو قتادة يا رسول الله ضربت رجلا على حبل العاتق الخ (غريبه) (2) بضم الهمزة وكسر الهاء مبنى للمفعول أي نحاني وأزالني عنه بعض الناس يعني بعد أن قتلته أي (3) ضحكة المعلوم وهو التبسم (4) قال الحافظ ابن كثير في تاريخه قول عمر هذا مستغرب والمشهور أن ذلك أبو بكر الصديق أهـ (قلت) جاء في حديث لأبي قتادة أيضا أن القائل ذلك هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق وهو حديث صحيح رواه الشيخان والإمام أحمد وتقدم في باب أن السلب للقاتل من كتاب الجهاد في الجزء الرابع عشر صحيفة 80 رقم 250 وحديث الباب صحيح أيضا: ويجمع بينهما بما قاله الحافظ ابن كثير لعل عمر قال ذلك متابعة لأبي بكر الصديق ومساعدة وموافقة: له أو قد اشتبه على الراوي والله أعلم (5) بضم السين المهملة وفتح اللام هي زوجة أبي طلحة وأم أنس بن مالك (6) بفتح العين المهملة أي أشق به بطنه (تخريجه) الحديث صحيح ورجاله كلهم ثقات ورواه الشيخان بألفاظ مختلفة، وروى مسلم منه قصة خنجر أم سليم وأبو داود قوله من قوله من قتل قتيلا فله سلبه وتقدم شطره الأول المذكور في الشرح في أبواب هذه الغزوة (باب) (7) أوطاس بفتح الهمزة وسكون الواو وطاء وسين مهملتين، وهو واد في ديار هوازن غير وادي حنين كما رجحه الحافظ (قال الحافظ ابن كثير) في تاريخه كان سببها أن هوازن لما انهزمت ذهبت فرقة منهم فيهم الرئيس مالك بن عوف النضري فلجئوا إلى الطائف فتحصنوا بها، وسارت فرقة فعسكروا بمكان يقال له أوطاس فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية من أصحابه: عليهم أبو عامر الأشعري فقاتلوهم فغلبوهم ثم سار رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه الكريمة فحاصر أهل الطائف كما سيأتي (قال ابن إسحاق)