كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

-[سرية أبي عامر الأشعري إلى أوطاس وشجاعته وقصة قتله]-
412 (عن عبد الله بن نعيم القيسي) (1) قال حدثني الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب (2) الأشعري أن أبا موسى الأشعري حدثهم قال لما هزم الله هوازن بحنين عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي عامر الأشعري على خيل الطلب فطلب (3) فكنت فيمن طلبهم فأسرع به فرسه فأدرك ابن دريد بن الصمة فقتل أبا عامر (4) وأخذ اللواء وشددت على ابن دريد فقتلته وأخذت اللواء وانصرفت بالناس، فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم أحمل اللواء قال يا أبا موسى
__________
وحدثني من أثق به من أهل العلم بالشعر: وحديثه أن أبا عامر الأشعري لقى يوم أوطاس عشرة إخوة من المشركين فحمل عليه أحدهم فحمل عليه أبو عامر وهو يدعوه إلى الإسلام ويقول اللهم أشهد عليه فقتله أبو عامر، ثم حمل عليه آخر فحمل عليه أبو عامر وهو يدعوه إلى الإسلام ويقول اللهم أشهد عليه فقتله أبو عامر، ثم جعلوا يحملون عليه وهو يقول ذلك حتى قتل تسعة وبقى العاشر فحمل على أبي عامر وحمل عليه أبو عامر وهو يدعوه إلى الإسلام ويقول اللهم أشهد عليه، فقال الرجل اللهم لا تشهد على فكف عنه أبو عامر فأفلت فأسلم بعد فحسن إسلامه، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رآه قال هذا شريد أبي عامر، قال ورمى أبا عامر أخوان العلا وأوفى ابنا الحارث من بنى جشم بن معاوية فاصاب أحدهما قلبه والآخر ركبته فقتلاه، وولى الناس أبا موسى فحمل عليهما فقتلهما (1) (سنده) حدثنا علي بن عبد الله ثنا الوليد بن مسلم ثنا يحيي بن عبد العزيز الأردني عن عبد الله بن نعيم القيسي الخ (غريبه) (2) بفتح العين المهملة وسكون الراء ثم زاى مفتوحة (3) جاء عند البخاري من حديث أبي موسى أيضا (قال لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من حنين بعث أبا عامر) اسمه عبيد بن سليم بن حضار الأشعري وهو ابن عم أبي موسى الأشعري أو عمه على المشهور (على جيش إلى أوطاس فلقى دريد بن الصمة) دريد بوزن عمير والصمة بكسر الصاد المهملة وتشديد الميم الجشمي بضم الجيم وفتح الشين المعجمة وكان من زعماء كفار هوازن (فقتل دريد) قتله ربيعة ابن رفيع بن وهبان بن ثعلبة السلمى فيما جزم به ابن اسحاق أو هو الزبير بن العوام كما يشعر به حديث عند البزار عن أنس بإسناد حسن (وهزم الله أصحابه) يعني من كان معه من الكفار انتهى حديث البخاري (4) يؤخذ من سياق حديث هذا الباب مع حديث البخاري أنه لما قتل دريد بن الصمة أراد أبو عامر قتل ابن دريد أيضًا واسمه سلمة فأدركه ولك عاجلته المنية فقتل ابن دريد أبا عامر، وجاء عند البخاري (فرمى أبو عامر في ركبته رماه جشمي) أي رجل من بني جشم (قلت) هو ابن دريد لأنه من بني جشم وإن كان البخاري أيهم الرجل فهو صريح في حديث الباب، وزاد البخاري ما معناه أن أبا موسى انتهى إلى أبي عامر قبل موته فقال يا عم من رماك؟ فأشار إليه فقال ذاك قاتلي، فأدركه أبو موسى فقتله ثم، رجع إلى أبي عامر فقال له قتل الله صاحبك، قال فانزع هذا السهم، قال فنزعته فنزل أي انصب من موضع السهم الماء قال أبو عامر لأبي موسى يا ابن أخي أقرئ النبي صلى الله عليه وسلم السلام عني وقل له يستغفر لي: واستخلفني أبو عامر على الناس فمكث يسيرًا ثم مات، ثم قاتلهم أبو موسى حتى فتح الله عليه (وقوله في حديث الباب وانصرفت بالناس) أي رجعت بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد انهزام العدو

الصفحة 176