كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

-[دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأبي عامر وأبي موسى الأشعريين وسبب غزوة الطائف وتاريخها]-
قتل أبو عامر؟ قال قلت نعم يا رسول (1) قال فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يديه يدعو يقول اللهم عبيدك عبيدا أبا عامر جعله من الأكثرين (2) يوم القيامة (عن أبي وائل عن أبي موسى) (3) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل عبيدا أبا عامر فوق أكثر الناس (4) يوم القيامة، قال فقتل عبيد يوم أوطاس وقتل أبو موسى قاتل عبيد، قال أبو وائل (5) وإني لأرجو أن لا يجمع الله عز وجل بين قاتل عبيد وبين أبي في النار (6) (باب غزوة الطائف (7) بسب من لجأ إليها وتحصن بها من مشركي غزوة حنين) (عن أبي نجيح السلمي) (8) قال حاصرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حصن الطائف أو قصر الطائف فقال من بلغ بسهم في سبيل الله عز وجل فله درجة في الجنة (9) فبلغت
__________
(1) جاء عند البخاري قال أبو موسى (فرجعت فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بيته على سرير مرمل) بضم الميم الأولى وفتح الثانية بينهما راء ساكنة، ولأبي ذر مرمل بفتح الراء والميم الثانية مشددة أي منسوج بحبل ونحوه (وعليه فراش قد أثر رمال السرير في ظهره وجنبه فاخبرته يخبرنا وخبر أبي عامر وقال قل له استغفر لي، فدعا بماء فتوضأ ثم رفع يديه فقال اللهم اغفر لعبيد أبي عامر ورأيت بياض إبطيه، ثم قال اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس، فقلت ولي فاستغفر: فقال اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كريمًا (2) أي من الأكثرين أعمالا صالحة ودرجات مرتفعة (تخريجه) (ق: وغيرهما) (3) (سنده) حدثنا أبو عبد الرحمن مؤمل قال ثنا حماد يعني ابن سلمة ثنا عاصم عن أبي وائل عن أبي موسى الخ (غريبه) (4) أي منزلة (5) اسمه شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي (قال في الخلاصة) أحد سادة التابعين مخضرم تعلم القرآن في سنتين قال عاصم بن بهدلة ما سمعته سب إنسانا قط، وقال ابن معين ثقة لا يسأل عن مثله، قال خليفة مات بعد الجماجم، وقال الواقدي في خلافة عمر بن عبد العزيز رحمهما الله (6) معنى هذا أن أبا وائل يدعو لأبيه بالمغفرة لأنه مات في زمن الفترة (تخريجه) أخرج الجزء المرفوع منه الشيخان وغيرهما ورجاله جميعا ثقات (باب) (7) قال عروة وموسى بن عقبة عن الزهري قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وحاصر الطائف في شوال سنة ثمان (قال محمد بن اسحاق) ولما قدم فل ثقيف الطائف أغلقوا عليهم أبواب مدينتها وصنعوا الصنائع للقتال، ولم يشهد حنينا ولا حصار الطائف عروة بن مسعود لا غيلان بن سلمة، كانا بحرش يتعلمان صنعة الدبابات والمجانيق والصنبور، قال ثم سلك رسول الله يعني من حنين إلى الطائف على نخلة اليمانية ثم على قرن ثم على المليح ثم على بحرة الرغاء من لية فابتنى بها مسجدا فصلى فيه (قال ابن اسحاق) ثم مضى رسول الله حتى نزل قريبا من الطائف وضرب بها عسكره فقتل ناس من أصحابه بالليل، وذلك أن العسكر اقترب من حائط الطائف فتأخر إلى موضع مسجده عليه السلام اليوم بالطائف الذي بنته ثقيف بعد إسلامها، بناه عمرو بن أمية بن وهب وكانت فيه سارية لا تطلع عليها الشمس صبيحة كل يوم إلا سمع لها نقيض فيما يذكرون، قال فحاصرهم بضعا وعشرين ليلة (قال ابن هشام) ويقال سبع عشرة ليلة، وروى عروة وموسى بن عقبة عن الزهري بضع عشرة ليلة يقاتلهم ويقاتلونه من وراء حصنهم (8) (سنده) حدثنا يحيي بن سعيد عن هشام ثنا قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي نجيح السلمى الخ (غريبه) (9) معناه أن من أحسن النية في جهاد الكفار وأطلق سهمه قاصدًا قتل العدو فله درجة في الجنة

الصفحة 177