كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

-[حصار أهل الطائف وقول النبي صلى الله عليه وسلم من رمى بسهم في سبيل الله عز وجل فهو له عدل محرر]-
يومئذ ستة عشر سمها، ومن رمى بسهم في سبيل الله عز وجل فهو له عدل محرر (1) ومن أصابه 416 شيب في سبيل الله (2) عز وجل فهو له نور (3) يوم القيامة (عن أبي طريف) (4) قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حاصر الطائف وكان يصلي بنا صلاة العصر (5) حتى لو أن رجلا 417 رمى لرأى موقع نبله (عن ابن عباس) (6) قال حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الطائف فخرج
__________
سواء أخطأ أو أصاب كما في رواية أخرى (1) بكسر العين وفتحها أي مثل ثواب تحرير رقبة أي عتقها (2) جاء في رواية عند الترمذي والنسائي في الإسلام بدل في سبيل الله (قال الطيبي) معناه من مارس المجاهدة حتى يشيب طاقة من شعره فله ما لا يوصف من الثواب، دل
عليه تخصيص ذكر النور والتنكير فيه، قال ومن روى في الإسلام بدل في سبيل الله أراد بالعام الخاص أو سمى الجهاد إسلاما لأنه عموده وذروة سنامه (3) أي ضياء مخلص من ظلمات الموقف وشدائده (قال المناوي) أي يصير الشعر نفسه نورًا يهتدي به صاحبه وإن كان ليس من كسب العبد لكنه إذا كان بسبب من نحو جهاد أو خوف من الله ينزل منزلة سعيه (تخريجه) (ك. والأربعة) مقطعا في مواضع مختلفة وسنده صحيح وصححه الترمذي والحاكم وأقره الذهبي، وأورده الحافظ ابن كثير في تاريخه بأطول من هذا وقال رواه أبو داود والترمذي وصححه النسائي من حديث قتادة (4) (سنده) حدثنا أزهر بن القاسم الراسبي ثنا زكريا بن اسحاق عن الوليد بن عبد الله بن شميلة عن أبي طريف الخ (غريبه) (5) هكذا بالأصل (وكان يصلى بنا صلاة العصر) وكذلك جاء في مجمع الزوائد في باب وقت صلاة العصر، وقال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير فقال يصلى العصر وقسوا به المغرب كما رواه أحمد فقال كان يصلى بنا صلاة المغرب وسيأتي إن شاء الله أهـ (قلت) يشير إلى ما سيأتي عنده في باب وقت صلاة المغرب فرجعت إليه فوجدته قال عن أبي طريف قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حاصر الطائف فكان يصلي بنا صلاة النصر (بالنون بدل العين) حتى لو أن رجلا رمى لرأى مواقع نبله، وقال رواه أحمد وفيه الوليد بن عبد الله بن شميلة ولم أجد من ذكره ورجال المسند في هذا الموضع ليس هو عندي الآن، قال ورواه الطبراني في الكبير فجعل مكان النصر العصر وهو وهم والله أعلم أهـ (قلت) وهذا يخالف ما ذكره في باب وقت صلاة العصر لأنه قال رواه الإمام أحمد فقال كان يصلي بنا صلاة المغرب فإن كان يريد حديث طريف فلم يأت لفظ المغرب عند الإمام أحمد من حديث طريف وليس لطريف هذا عند الإمام أحمد سوى هذا الحديث وجاء بلفظ صلاة العصر بالعين المهملة: اللهم إلا أن كان يريد غير حديث طريف فذلك ثابت عند الإمام أحمد والشيخين وغيرهما من حديث غير واحد من الصحابة إن ذلك في صلاة المغرب، أنظر باب وقت صلاة المغرب من كتاب الصلاة في الجزء الثاني صحيفة 265 (تخريجه) أورده الهيثمي كما تقدم وقال فيه الوليد بن عبد الله بن شميلة ولم أجد من ذكره أهـ (قلت) ذكره الحافظ في تعجيل المنفعة فقال الوليد بن عبد الله بن أبي شميلة ويقال ابن أبي سميرة عن أبي طريف الهزلي وعنه زكريا بن إسحاق ذكره البخاري كالأول (يعني ابن أبي شميلة) وابن أبي حاتم كالثاني (يعني ابن أبي سميرة) ولم يذكرا فيه جرحا وذكره ابن حبان في الثقات أهـ (قلت) وبقية رجاله عند الإمام أحمد ثقات (6) (عن ابن عباس الخ) تقدم هذا الحديث بطريقيه وسنده وشرحه وتخريجه

الصفحة 178