كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)

-[إسلام عبيد أهل الطائف ورجوع النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الغزوة]-
إليه عبدان فأعتقهما، أحدهما أبو بكرة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتق العبيد إذا خرجوا إليه (وعنه من طريق ثان) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الطائف من خرج إلينا من العبيد فهو حر، فخرج عبيد من العبيد فيهم أبو بكرة فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن ابن عمر) (1) أن 418 النبي صلى الله عليه وسلم لما حاصر أهل الطائف ولم يقدر منهم على شيء (2) قال إنا قافلون غدًا إن شاء الله فكأن المسلمين كرهوا ذلك (3) فقال اغدوا فغدوا على القتال فأصابهم جراح (4) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا قافلون غدا إن شاء الله فسر المسلمون (5) فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم (باب تقسيم غنائم حنين بالجعرانة ومجيء وفد هوازن مسلمين واستعطافهم النبي صلى الله عليه وسلم في أخذ سباياهم وأموالهم) (عن عبد الله بن مسعد) (6) قال قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائم 419 حنين بالجعرانة قال فازدحموا عليه، قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن عبدا من عباد الله (7) بعثه الله عز وجل إلى قومه فكذبوه وشجره فجعل يمسح الدم عن جبينه ويقول رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون (8) قال قال عبد الله فكأني انظر إلى رسول الله يمسح جبهته يحكى الرجل
__________
في باب أن عبد الكافر إذا خرج إلينا مسلما فهو حر من كتاب الجهاد في الجزء الرابع عشر ص 192 رقم 314 فارجع إليه (1) (سنده) حدثنا سفيان حدثنا عمرو عن أبى العباس عن عبد الله بن عمر قيل لسفيان ابن عمرو؟ قال لا، ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (2) أي لم يرد الله له فتح هذا الحصن لأنه لو دام حصارهم مدة طويلة لمات أهل الحصن جميعهم، وفي علم الله أنهم سيأتون طائعين مسلمين في رمضان من العام المقبل وقد كان ذلك، وذكر أهل المغازي أنهم رموا على المسلمين سكك الحديد المحماة ورموهم بالنبل فأصابوا قوما فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم نوفل بن معاوية الديلي، فقال هم ثعلب في جحر، إن أقمت عليه أخذته وإن تركته لم يضرك، فقال صلى الله عليه وسلم (إنا قافلون) أي راجعون إلى المدينة (غدًا إن شاء الله) (3) جاء عند البخاري فثقل عليهم وقالوا نذهب ولا نفتحه؟ فقال صلى الله عليه وسلم (اغدوا) أي سيروا أول النهار لأجل القتال (فغدوا على القتال) فلم يفتح عليهم (4) لأن العدو رمى عليهم من أعلى السور فكانوا ينالون منهم بسهامهم ولا تصل سهام المسلمين إليهم لكونهم أعلى السور، فلما رأوا ذلك تبين لهم تصويت الرجوع (5) أي أعجبهم ذلك حينئذ (وقوله فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي تبسم كما ي رواية، وإنما تبسم تعجبا من أمرهم حيث كانوا أولا لا يحبون الرجوع فلما أصابهم ما أصابهم أحبوه وكرهوا ما كانوا يحبونه أولا (تخريجه) (ق. وغيرهما) (باب) (6) (سنده) حدثنا بهز حدثنا حماد بن زيد حدثنا عاصم بن بهدلة عن أبى وائل عن عبد الله بن مسعود الخ (غريبه) (7) يعني نبيا من الأنبياء كما جاء عند مسلم عن ابن مسعود قال كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكى نبيا من الأنبياء ضربه قومه الخ (قال النووي) وقد جرى لنبينا صلى الله عليه وسلم مثل هذا يوم أحد أهـ (قلت) وتقدم الحديث في ذلك في غزوة أحد (8) قال النووي فيه ما كانوا عليه صلوات الله وسلامه عليهم من الحلم والتصبر والعفو والشفقة على قومهم ودعائهم لهم بالهداية والغفران وعذرهم في جنايتهم على أنفسهم بأنهم لا يعلمون، وهذا النبي المشار إليه من المتقدمين (تخريجه)

الصفحة 179