كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 21)
-[مجيء وفد هوازن مسلمين واستعطافهم النبي صلى الله عليه وسلم في أخذ سباياهم وأموالهم]-
وأموالنا نختار أبناءنا، فقال أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم، فإذا صليت الظهر فقولوا إنا نستشفع برسول الله على المؤمنين وبالمؤمنين على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسائنا وأبنائنا، قال ففعلوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم، وقال المهاجرون ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالت الأنصار مثل ذلك، وقال هيينة بن بدر أما ما كان لي ولبني فزارة فلا، وقال الأقرع بن حايس أما أنا وبنو تميم فلا، وقال عباس بن مرداس أما أنا وبنو سليم فلا (1) فقال الحيان كذبت بل هو لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس ردوا عليهم نساءهم وابناءهم (2) فمن تمسسك بشيء من الفي فله علينا ستة فرائض (3) من أول شيء يفيئه الله علينا (وفي رواية فردوا على الناس أبناءهم ونساءهم) ثم ركب راحلته وتعلق به الناس يقولون اقسم علينا فيئنا بيننا حتى الجاؤه إلى سمرة (4) فخطفت رداءه، فقال يا أيها الناس ردوا على ردائي فوالله لو كان لكم بعدد شجر تهامة نعم لقسمته بينكم ثم لا تلفوني بخيلا (5) ولا جبانا ولا كذوبًا، ثم دنا من بعيره فأخذ وبرة من سنامه فجعلها بين أصابعه السبابة والوسطى ثم رفعها فقال يا أيها الناس ليس لي من هذا الفيء ولا هذه (6) إلا بالخمس، والخمس مردود عليكم فردوا الخياط (7) والمخيط فإن الغلول (8) يكون على أهله يوم القيامة عارا ونارا وشنارا (9) فقام رجل معه كبة (10) من شعر فقال إني أخذت هذه أصلح بها بردعة (11) بعير لي دبر (12) قال أما ما كان لي
__________
حليمة السعدية بنت عبد الله بن الحارث، وزوجها الحارث بن عبد العزى بن رفاعه السعدي (1) هؤلاء الثلاثة عيينة بن بدر والأقرع بن حابس وعباس بن مرداس لم يقبلوا التنازل عن نصيبهم لأنهم كانوا من المؤلفة ولم يتمكن الإسلام في قلوبهم (2) أي تبرعا منكم عن طيب نفس (3) معناه فمن لم تطب نفسه بالتبرع فليعطهم نصيبه وله علينا ستة فرائض (قال في النهاية) الفرائض جمع فريضة وهو البعير المأخوذ في الزكاة، سميت فريضة لأنه فرض واجب على رب المال ثم اتسع فيه حتى سمى البعير فريضة في غير الزكاة (4) بفتح السين المهملة وضم الميم هي ضرب من شجر الطلح له شوك (5) بضم التاء وبالفاء كما ضبط في نسخة أخرى ووقع في الأصل الذي عندي وفي مجمع الزوائد تلقونى بالقاف وهو تصحيف مطبعي ويؤيده ما في رواية البيهقي وتاريخ ابن كثير بلفظ (ثم ما الفيتموني) (6) جاء في الأصل (من هذا الفيء هؤلاء هذه إلا الخمس) وهذا لا معنى له ولابد أن يكون خطأ من الناسخ أو الطابع ولعل صوابه (ليس لي من هذا الفيء شيء ولا هذه إلا الخمس) كما جاء عند النسائي وهذا مستقيم، ومعنى قوله ولا هذه يشير إلى الوبرة كما جاء صريحا عند الطبري بلفظ (ليس لي من فيئكم ولا هذه الوبرة إلا الخمس) وكذلك عند البيهقي وابن كثير والله أعلم (7) الخياط بكسر الخاء المعجمة وتخفيف الياء التحتية هو الخيط: والمخيط بكسر الميم وسكون الخاء وفتح الياء التحتية هو الإبرة (8) الغلول هو السرقة من الغنيمة قبل القسمة (9) الشنار بفتح الشين المعجمة والنون مخففة: العيب والعار (10) بضم الكاف وتشديد الباء الموحدة ما جمع من الشعر (11) بالدال المهملة هي الحلس الذي يلقى تحت الرحل، ويقال برذعة بالذال المعجمة بدل المهملة وكلا اللفظين صحيح (قال شمر) هي البردعة والبرذعة بالذال والدال (12) بفتح الدال المهملة وكسر الموحدة وفتح الراء أي أصابه جرح في ظهره (تخريجه)